مخاطبة المغاربة مباشرة.. هل هي الورقة الأخيرة التي يلعب بها ماكرون؟

في مشهد ينم عن تجاوز للأعراف الدبلوماسية، خرج الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أول أمس الثلاثاء، في مقطع فيديو، نشره على حسابه الرسمي بمنصة “X”، يوجه فيه خطابا مباشرا إلى المغاربة، “مدغدغا للعواطف”، في محاولة لاستغلال الفاجعة التي تعرض لها المغرب، من باب الزلزال القوي الذي ضرب إقليم الحوز ومناطق أخرى من البلاد.

وقال إيمانويل ماكرون في مقطع الفيديو، “صباح الخير، أود أن أتوجه مباشرة إلى جميع المغاربة والمغربيات، لكي أقول لكم إن فرنسا اهتزت أيضا بسبب ما حصل ليل الجمعة والسبت، بسبب ذلك الزلزال المروع. وإننا نتعاطف بالتأكيد مع المفقودين والعائلات والجرحى”.

وأضاف ماكرون في الفيديو المثير للجدل، قائلا: “عندما أقول ذلك، أفكر بالطبع في جميع العائلات التي تقيم بين فرنسا والمغرب، وفي تلك المصائر المشتركة، وإن فرنسا تتضامن معكم، وتقف إلى جانبكم. وفي هذا الوقت الذي يخيم عليه الحزن، لا بد من التحرك والتضامن”.

وخلف فيديو الرئيس الفرنسي، غضبا كبيرا في صفوف المغاربة، متسائلين عن الصفة التي يخاطب بها رئيس دولة شعبا غير شعبه، وعن مدى معرفة ماكرون بالأعراف الدبلوماسية من عدمها، وأيضا مستوى “الانحطاط” الذي وصل إليه الأخير في التعامل مع المغرب.

وعلق أحد نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، على مقطع الفيديو، قائلا: “مالو معذب راسو على صباح كيهضر مع ناس ماهازينوش أصلا من أرضه وإذا باقي عاقل على عهد الحماية أقول له نحن شعب حر مستقل نموتو بالجوع ومنطلبوهش”.

وكتب آخر، في السياق ذاته: “أي احترام تتكلم عنه، من لم يحترم ديننا ورسولنا لا نحترمه ولو بمال الدنيا.. يجب عليك أن تفهم هذا.. ثانيا نحن أثبتنا للعالم أننا نستطيع أن نمر من كل المحن بإذن الله تعالى.. ثالثا أنت بالذات لا نريد مساعدة منك”.

وكتب مدون آخر: “بأي حق يخاطب المغاربة؟ ممن أخذ الإذن؟ كيف لك يا ماكر أن تتجاوز حدود السيادة الوطنية، ملكنا وراعينا، وتوجه خطابك مباشرة للأمة الشريفة المغربية… خسئت، تماديت في ألاعيبك الصبيانية، وصرت مهزلة في مزبلة تاريخ فرنسا… للمغرب ملك يرعاه، وشعب يحميه، عاش المغرب وعاش المغاربة أينما كانوا”.

جاء هذا، في الوقت الذي يشن فيه الإعلام الفرنسي، حملة ممنهجة ومنظمة ضد المغرب، وجهوده المبذولة جماعيا لإنقاذ ضحايا الزلزال الذي ضرب يوم الجمعة الماضية إقليم الحوز ومناطق أخرى من البلاد، بقوة 7 درجات على سلم ريشتر، ولمواجهة الآثار التي خلفها، بسبب ما اعتبروه ويروجون له “عدم قبول المغرب مساعدات فرنسا”.

لكن وزارة الداخلية المغربية، كشفت منذ اللحظات الأولى من الزلزال، أنه “في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في التعامل مع الكوارث الطبيعية، فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية”، مشيرة أنه “مع تقدم عمليات التدخل، يمكن أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة”.

ويأتي مقطع فيديو الرئيس الفرنسي، بعد يوم واحد من نشر موقع “مغرب انتليجنس”، وفقا لمصادره، خبر طي المغرب لصفحة ماكرون بشكل نهائي. “المراقبون الفرنسيون الذين يبدو أنهم اكتشفوا هذه الحقيقة على هامش زلزال الحوز لا يفهمون شيئا عن مغرب محمد السادس”، يقول مسؤول مغربي للموقع.

وأشار المصدر، أن “اليوم، الملك محمد السادس، الذي يكنّ مودة خاصة لفرنسا وثقافتها ويحتفظ بالعديد من العلاقات الودية هناك، لم يعد يريد أن يسمع شيئا عن أو من مستأجر الإليزي”. ونقل عن سفير فرنسي سابق كان مقيما بالرباط، قوله: “كل ما في مواقف وسلوك وتصريحات إيمانويل ماكرون لا يرضي جلالته”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *