في يومها العالمي.. الأسرة المغربية بين التأثير الاقتصادي والتحولات المجتمعية

يحتفل المغرب على غرار باقي دول العالم، في 15 من ماي من كل سنة باليوم العالمي للأسر، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرار لها صادر في سنة 1993.

ويعتبر هذا اليوم، بمثابة مناسبة لتعزيز الوعي بدور الأسرة المغربية، باعتبارها الخلية الأولى للمجتمع، التي تعمل على تربية الأجيال والحفاظ على التماسك الاجتماعي والهوية المغربية، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز التحولات التي تعيشها الأسر سواء على المستوى الاقتصادي أو السوسيولوجي، أو على مستويات أخرى.

التأثير الاقتصادي

وفي هذا السياق، قال علي الغنبوري، محلل اقتصادي، أنه ’’بالمقارنة مع الوضعية الاقتصادية الحالية بالمغرب، أكيد أن هناك تأثير كبير على الوضعية الاقتصادية للأسر المغربية’’.

وأضاف الغنبوري في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’المغرب عرف مستويات كبيرة من التضخم أثرت على الأسر التي تنتمي للطبقات المتوسطة والهشة’’، مشيرا إلى ’’فترة مابعد جائحة كورونا وأزمة الجفاف والأزمة الروسية الأوكرانية، ومستويات الجفاف الكبيرة، وإلى مؤشرات وأرقام المندوبية السامية للتخطيط التي كشفت عن أن أزيد من 3 مليون مغربي، تحت عتبة الفقر ما أعادنا إلى مستويات سنة 2015 في ما يتعلق بالفقر، إلى جانب ارتفاع مديونية الأسر، ما يدل على أنه اليوم هناك أزمة اقتصادية أثرت بشكل كبير على الوضعية الاقتصادية للأسر المغربية’’.

التحولات المجتمعية

من جانبه، قال أسامة البارودي طالب باحث في علم الاجتماع، أن ’’الأسر المغربية شهدت العديد من التحولات المتعلقة بالتغيرات الجذرية التي عرفتها المنظومة الاجتماعية، التي شهدت انفتاحا كليا على آفاق جديدة كالثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي’’.

وأضاف البارودي، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، على أن ’’الأسرة كمفهوم على مستوى الأدوار والوظائف أعيد فيها النظر من خلال المساواة بين الجنسين وغيرها من الأفكار التي تبنتها فئة عريضة من المجتمع المغربي’’.

واعتبر المتحدث ذاته، أن كل ’’هذه التحولات الاجتماعية، تزامنت مع العديد من التحولات التي شهدها المجال الاقتصادي، والتي أثرت بدورها على مفهوم الأسرة المغربية’’.

واعتبر الباحث، أن ’’هذه التحولات التي تعيش على وقعها الأسر ساهمت في بروز ظواهر جديدة، ومتنوعة قد تحتاج إلى دراسة سوسيولوجية عميقة’’.

وأكد المتحدث ذاته، أن “الأسر المغربية في ظل العصرنة، وماتعرفه الحياة من تحولات عديدة، أصبحت تفقد بعض مظاهرها’’، مشيرا إلى أن ’’هناك العديد من التحولات في القيم والعادات’’، مضيفا أن ’’التحولات الاقتصادية أترث بشكل كبير على الأسر المغربية، التي تحولت من أسرة  كبيرة تعيش تحت سقف واحد، إلى أسرة مكونة من عدد قليل من الأفراد، وذلك بسبب تكاليف الحياة الصعبة’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *