مهى فطيري تضم الساحة الفنية المغربية عددا من رواد الفكاهة، والنجوم الذين برزوا وخلقوا لأنفسهم مكانة مرموقة، عبر تجسيدات وأدوار فريدة، ظهروا فيها بشخصيات ظلت على مر السنين حاضرة في ذاكرة الكبير والصغير.
أسطورة الفكاهة في المغرب
عرف بلباسه المختلف، وشخصيته الهزلية ظلت محفورة في أذهان الكبار والصغار، أصبح فكاهيا وشخصية فنية يضرب بها المثل، حيث يتم تداول مقاطع من فيديوهات له على نطاق واسع، قد تتخطى، في بعض الأحيان، حدود الوطن العربي، وعُرف عند الجميع في إحدى أهم مراحل سيرورته المهنية باسم “مربوح”، هو محمد الجم، أسطورة الفكاهة في المغرب بدون منافس.
يعتبر محمد الجم، أحد الممثلين المغاربة الذين ولدوا بمدينة سلا عام 1948، عاش طفولة صعبة داخل أحياء المدينة القديمة، عرف بين أقرانه بحبه لأغاني الحسين السلاوي. وقد بدأت أولى خطواته في عالم الفن، عندما التحق الفتى بدار الشباب وصقل فيها براعم موهبته، حيث شعر أن الخشبة موطنه وعالمه الفعلي في هذه الحياة.
ابتداء من سنة 1970، التحق محمد الجم بفرقة «القناع الصغير»، وفي ذات الفترة انظم لمدرسة تكوين المعلمين وأصبح مدرسا، لكن بعد فترة وجيزة من الزمان، عرف الجم أن التعليم ليس رسالته في الحياة، لذلك قرر ترك المهنة ومغادرتها بتقاعد نسبي، ليؤسس بعدها فرقة المسرح الوطني، واشتغل على أول مسرحية له تحت عنوان “السلاحف”، سنة 1970.
أدوار عديدة وشخصيات مختلفة
أدوار عديدة جسدها محمد الجم خلال مسيرته الفنية، أبرزها بطولته في سلسلة “عائلة السي مربوح”، والسلسة الكوميدية “سير حتى تجي”، دون أن ننسى شخصيات تملكت قلوب جمهوره وستبقى خالدة في تاريخ الفن المغربي، كالتي لعبها في سلسلتي “العام طويل” و”جيني كود”، فضلا عن العديد من الأعمال الكوميدية التي أضحكت الكبير والصغير، وخلقت هالة من الأجواء اللطيفة التي تتخللها النكتة داخل بيت كل مغربي.
الإبداع والاختلاف في الشكل والمضمون، هي مفاتيح نجاح محمد الجم، التي بوأته مكانة بارزة يصعب تقليد تفاصيلها العميقة التي ترجمها الفنان بكل حنكة وإتقان في أعماله، حيث دخل الجم شاشة التلفاز المغربي من بابها العريض، ولم يستأذن أحدا ليَعْبُرَ بشخصيته الفكاهية الفريدة إلى قلوب محبيه الكثر داخل المغرب وخارجه.
