محلل سياسي لـ”بلادنا24″ : قرار الحكومة الإسبانية حول الصحراء سيؤدي إلى عزلة “الكيان الوهمي”

بعدما قامت إسبانيا بدعم مخطط الحكم الذاتي من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية، قرر رئيس الحكومة الاسبانية ” سانشيث” حط رحاله  بالمملكة المغربية يوم الخميس 7 أبريل، مما تبين من خلال هذا أن مدريد عزمت على فتح علاقات جديدة يستفيد منها الطرفين بعد خلافات دامت لمرحلة طويلة، متخدة قرارها الأخير وواعية كل الوعي بمصالحها وتعرف ما لها وما عليها، خصوصا وأن المغرب وإسبانيا تجمعهما روابط تاريخية واقتصادية واجتماعية، وعن طريق هذا الحوار  نحاول طرح بعض التساؤلات على الباحث الأكاديمي في العلاقات الدولية ” عطيف محمد” حول التغيرات التي ستطرأ على الطرفين بعد هاته الزيارة، ومن خلال هذا أباح الباحث عن أجوبته لبلادنا24:

قلت في تصريح سابق أن مشكلة الصحراء تم حسمها بعد موقف إسبانيا، ألا يمكن أن تغير إسبانيا مرة أخرى موقفها كما غيرته هذه المرة؟

“بداية يمكن القول في هذا الصدد أن موقف الحكومة الإسبانية من الصحراء المغربية هو بمثابة قرار تم الحسم فيه من قبل إسبانيا، نظرا لوجود مجموعة من المتغيرات التي طرأت في محيطها الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إضافة إلى زيادة الدول التي افتتحت قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية التي أضفت الصفة الشرعية والمشروعية لمغربية الصحراء بقوة القانون الدولي وبروز المغرب كقوة إقليمية في إفريقيا، إذن إسبانيا أخذت موقفها الإيجابي بشأن الوحدة الترابية المغربية، قصد الانسجام مع هذه التحولات”.

إسبانيا قدمت للمغرب دعما صريحا في قضية الصحراء، في نظرك ماذا سيقدم المغرب في المقابل لإسبانيا؟

”بخصوص هذا السؤال أنا أقول أن المغرب دائما في سياسته الخارجية يسعى إلى التعاون واحترام سيادة الدول وحسن الجوار والثقة المتبادلة، فهذه المبادئ هي أسس الدبلوماسية الأخلاقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعني أن المقابل الذي سيقدمه المغرب لإسبانيا هو الاحترام المتبادل الدائم بين الجارين في إطار احترام الوحدة الترابية للبلدين، إضافة إلى فتح قنوات التعاون التجاري لاسيما في المجال الاستثماري، ويمكن أن نشير هنا أن أي اتفاقية تجارية واقتصادية سيبرمها المغرب مع إسبانيا ستشمل الأقاليم الجنوبية، وربما قد تكون الشركات الإسبانية حاضرة بالصحراء المغربية في التعاون الثنائي”.

مضيفا،” كما أن المباحثات التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الاسبانية أعطت ضوءا أخضرا لاستئناف حركة النقل البحري بين المغرب وإسبانيا بعد توقف دام سنتين، مما سيساهم في ضخ نفس جديد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.”

الجزائر بدأت في ابتزاز إسبانيا عبر الإعلان عن الزيادة في الغاز المصدر لإسبانيا، ما مدى تأثير القرار الجزائري على موقف إسبانيا من قضية الصحراء؟ وهل يمكن أن تكون للجزائر أوراق ضغط أخرى تستطيع تغيير الموقف الإسباني؟

”وأعتقد أن قرار الحكومة الإسبانية المتعلق بالقضية الوطنية المغربية سيؤدي إلى عزلة دبلوماسية للكيان المزعوم ” البوليساريو” ومن يدعمه، رغم الضغط الذي تمارسه الجزائر بسلاح الغاز، فالحكومة الإسبانية لها شأن داخلي ولها سيادة ولا داعي أن تتدخل الجزائر في موقفها من الصحراء المغربية فهي تتخذ مواقفها الدبلوماسية بمحض إرادتها وبناء على الأهداف والمصالح التي تراها مناسبة في علاقتها الخارجية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *