محلل اقتصادي: الاقتصاد الدائري سيوفر عائدات للمملكة ويخلق فرصا للشغل

أكد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنه بالإمكان تقليل التلوث البلاستيكي بنسبة 80 في المائة بحلول سنة 2040، إذا اتخذت البلدان والشركات إجراءات جذرية في السياسات والأسواق.

التقرير ذاته، كشف أنه من الضروري التخلص من المواد البلاستيكية المضرة وغير ضرورية للحد من هذه الآفة الخطيرة، وأكد على ضرورة إحداث تحول في السوق لتحقيق دورة منتجات بلاستيكية دائرية تشمل إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، بالإضافة إلى إعادة توجيه وتوزيع المنتجات.

وفي هذا الصدد، أوضح رشيد ساري، المحلل الاقتصادي أن ”الاقتصاد الدائري له مجموعة من الأوجه المتعددة من الإيجابيات أولها ضمانه لتنمية مستدامة، ثانيا يساهم في تنمية اقتصادية وإيجاد فرص الشغل، ثالثا يحد من مجموعة من المشاكل المرتبطة بالبيئة”.

وبالنسبة للجانب البيئي، أفاد رشيد ساري في تصريحه لـ”بلادنا24” قائلا: ”حسب الإحصائيات بالمغرب والتقرير الذي أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خلال سنة 2020، سجلت عدد النفايات في المغرب 7 ملايين طن، وهو رقم مقلق”، موضحا في السياق ذاته أن ”النفايات بالمغرب أصبحت اليوم تكبد خسارة كبيرة تصل إلى أكثر من 11 مليار درهم، وعلى المستوى العالمي يجب أن نسجل أن النفايات عموما تكبد الاقتصاد العالمي أكثر من 3 تريليون دولار، أي بنسبة معدل تنمية ضائع يصل تقريبا إلى 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام على المستوى العالمي”.

وحسب ذات التقرير، أكد المحلل الاقتصادي أنه ”لا يتم إعادة استعمال الماء، حيث لا يتم استغلال سوى 70 مليون متر مكعب ولكن الضائع هو أننا لا نستفيد بشكل كبير من إعادة استعمال المياه العادمة في حدود 350 مليون متر مكعب، هذا إذا علمنا أنه هناك مجموعة من العراقيل والعوائق على مستوى الماء، وحصة الفرد لا تتجاوز 620 متر مكعب، في حين يجب أن تكون حصة الفرد في حدود 1000 متر مكعب، كما أن الدولة التي لا يتوفر فيها كل فرد على 1000 متر مكعب، تعد دولة فقيرة مائيا”.

وواصل المتحدث موضحا في تصريحه أن ”المغرب يعتبر من الدول التي ينوه بها في مجال الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة، إلى جانب كل من فرنسا وإيطاليا وتونس، على اعتبار أننا بذلنا مجهودات كبيرة من خلال الطاقات المتجددة وإعادة تدوير النفايات كالبلاستيك، رغم الإحصائيات التي تظهر أن المغرب يعاني بشكل كبير”.

كما أشار رشيد ساري، إلى أن الاقتصاد الدائري بالمغرب ”لم يأخذ مكانه الذي يجب أن يكون عليه، لأنه إذا قمنا بمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية يمكن القول أن كل 0.5 دولار من تطهير الماء توفر 5.5 دولار”، مؤكدا أن ”إعادة استعمال المياه العادمة والتدوير الأنسب للنفايات سيوفر من العائدات ويخلق مناصب الشغل، لكن يجب أن تكون هناك مجموعة من المقاولات المدعمة من طرف الدولة حتى ليصبح لهذا الاقتصاد الدائري مكانته داخل النسيج الاقتصادي المغربي وبالتالي لا يشكل عائقا اليوم بل يصبح أحد نقاط القوة غدا”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *