بعث الملك محمد السادس، صبحية اليوم الإثنين، رسالة خطية إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تتمحور حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وتعتبر المملكة المغربية، حليفة “قوية” للدولة القطرية، ولعل أبرز ما يؤكد ذلك، الموقف المغربي الذي ظهر خلال الحصار الخليجي ضد قطر، حيث ظل الأخير متضامنا ومؤازرا لها، ودعمها ماديًا ومعنويًا؛ كما أن البلدان تجمعهما ظاهريًا، علاقات دبلوماسية متينة، واتفاقيات ومشاريع اقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن التعاون الأمني الثنائي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو “لمذا تواصل قطر “استفزازاتها الصريحة” لواحد من أبرز حلفائها؟“، حيث يظهر ذلك بالملموس عن طريق وسائل إعلامها الرسمية، وعلى رأسها قناة “الجزيرة” التابعة لوزارة الخارجية القطرية، والتي أبت إلا أن “تعبث” بخريطة المغرب كلما سنحت لها الفرصة، مقسمة بذلك المملكة عن أقاليمها الجنوبية، وهو ضرب واضح وصريح في سيادة المغرب ووحدة أراضيه الوطنية، كما أنه استفزاز لن يقبله أي مواطن مغربي غيور على وطنه.
هذا “الاستفزاز” القطري الصريح، يعيد بقوة إلى الواجهة، الوسم الذي سبق وأن تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قبل سنتين، تحت عنوان “المغرب يتغاضى _وقطر_تتمادى“، والذي يندد بقوة بتصرفات الإعلام القطري، غير الواضح في موقفه تجاه قضية الصحراء المغربية.
كما تجددت مطالبات الناشطين المغاربة، التي وصلت إلى حد مناشدة الحكومة المغربية لـ“التحرك دبلوماسياً“، وقطع الاتصالات مع الجانب القطري، الذين اتهموه بالـ“نفاق” و“عدم الوضوح“، وذلك للضغط عليه لاتخاذ موقف حاسم وجدي فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، التي تعتبر القضية الأولى لدى كل المغاربة، كما أنها “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم“، بحسب الملك محمد السادس.
ومن جانب آخر، تساءلت مصادر مطلعة، في حديثها مع جريدة “بلادنا24“، عن سبب “ضبابية الموقف القطري من قضية الصحراء، وكذا عن سبب تأخرها في فتح قنصلية على مستوى الأقاليم الجنوبية، كما فعلت بعض الدول الحليفة“، مما يبرز “أوجه النفاق” لدى الدولة الخليجية التي تدعي أنها تدعم وحدة المغرب الوطنية (ظاهريًا فقط)، بينما تواصل “العبث” بخريطته أمام أنظار الملايين من المشاهدين عبر العالم.
كما أوضحت المصادر، أن “المغرب يجب عليه التحرك عاجلًا، واتخاذ قرار حاسم، من أجل وضع حد لهذه الاستفزازات، لأن الأمر يتعلق بقضية وطنية لا يجب التساهل معها“، مشيرا إلى أن “المغرب عليه أن يقيم كافة علاقاته وشراكاته بناءً على التفاعل مع قضاياه الوطنية، والخروج من دائرة الحياد السلبي” في إشارة منها لقضية الصحراء المغربية، التي تستحوذ على حصة الأسد من “السياسة الوطنية الخارجية”.