ماذا تغير بعد تألق المغرب في مونديال قطر؟

قضايا كثيرة، أثارتها المشاركة السادسة للمغرب في مونديال قطر 2022، لم تأتي بها المشاركات السابقة، جعلته قوة بارزة دوليا، سياسيا، ودبلوماسيا، وإقتصاديا، واجتماعيا، ثم كرويا.

تحولات مهمة رسمتها المشاركة المتألقة للمنتخب الوطني في تاريخه الرياضي، بعد أن سبق ورسمته مناسبات وطنية مهمة، كان لها أثر البهجة الكبيرة، في قلوب المغاربة عامة، مرددين شعارات استثنائية، ظلت راسخة في النفوس، وتررد على لسان أجيال وأجيال.

وشكلت إنجازات “أسود الأطلس”، قوة ناعمة وجاذبية كبيرة، لأول مرة بقيادة ناخب محلي، جعلت تأثير المغرب على مستويات عدة.

“تمغربيت” في قلب مونديال قطر

” سير سير”، “ديرو النية”، “راس لافوكا”، “دفاع قوي”، “ديما مغرب”، “هادي البداية ومزال مزال”، “غاضرب العارضة وترجع”، “ابتسامة بونو”، كلمات كبيرة صنعت فرح المغاربة، و عبرت بمخيلتهم إلى زمان المسيرة الخصراء “هازين كفوفنا لله”، وأمهات مغاربة العالم والوطن يدعون أن يكتمل الفرح ” ورجاء في الله”.

ولم تكن القوة الناعمة لمشاركة المنتخب الوطني في الفوز فقط، بل كان لها أثر كبير من حيث الجذب الذي رسمته الجماهير المغربية بشعارتها في ملاعب قطر، أو تفاعلهم مع اللاعبين أثناء المباريات، وعلى المنصات الرقمية.

الدبلوماسية الكروية قوة اجتماعية

لم يتوقع الكثيرون، أن يكون هذا العرس الكروي العالمي، مفتاحا مهما لبروز الدبلوماسية الكروية للمغرب، وجعل نشيدها الوطني، النشيد الأكثر ترديدا في العالم.

ولا أن يكون كأس العالم من صنع أيادي مغربية، و لا الإنتاج الفني والأمني مغربيا، وتألق مكون إفريقي وأمازيغي، أمام كبريات المنتخبات العالمية، لدرجة أن البعض شهدت طرد أو استقالة المدربين بسبب المغرب.

كما شكل حضور شخصيات قيادية لتشجيع المنتخب، في تسويق قضية الصحراء المغربية، إلى جانب إظهار قيم “تمغربيت” بما فيها “رضاة الوالدين”، التي لعبت فيها شخصية الناخب المغربي وليد الركراكي دورا كبيرة، مع استحضار جزء من القيم المغربية لتشجيع المنتخب كـ”النية”.

مغرب إفريقي وعائلة سياسية

وينتظر أن تعود هذه المشاركة على المغرب، بمكتسبات اقتصادية وسياحية مهمة، يعود فيها الفضل إلى الرابطة الإجتماعية المتينة للشباب الفخور بوطنه، والتي لم يسبق لها مثيل في صورة المغرب.

كما ساعد الحدث أيضا، في توطيد وحدة المغاربة حول الملك، وذلك عبر الشعارات التي رفعها مغاربة العالم في كل الدول، اعتزازا بملكهم ووطنهم، واستقرار بلادهم، خاصة بعد إقصاء المغرب لأكبر المنتخبات المعروفة تاريخيا، مما جعل صحف دولية تصف المغرب بكونه “عائلة سياسية ووطنية”.

وقد أضحى توسع المغرب إفريقيا أيضا، مكتسبا جديدا لتعزيز حظوظ المنتخبات الإفريقية الأخرى، في المونديال المقبل، مع ارتفاع قيمة الدبلوماسية المغربية، والتي تحققت بفضل المنتخب الوطني، والممكن أن تساهم في حل العديد من الملفات، في العديد من الهيئات الدولية، مع رفع الإستثمارات الأجنبية، وأيضا تقوية ملف الصحراء المغربية.

بلادنا24

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *