ليلى الحديوي.. رمز من رموز الموضة المغربية ونموذج للمرأة الناجحة في شتى المجالات

لا يسعنا يوما واحدا فقط للإحتفاء بالمرأة، وبما قدمته طيلة عقود مضت في مختلف المجالات، فمن الواضح أن المغربيات اليوم، سطع نجمهن في مجال الفن والإبداع، وشكلن لأنفسهن مسارا حافلا بالعطاء.

فيوم المرأة العالمي هو فرصة للتذكير بقيمتهن وإنجازاتهن، وبهذه المناسبة، نسلط الضوء على واحدة من أهم الأسماء المغربية في عالم الموضة والجمال، تتميز بلمسة خاصة، وتحظى بمواهب عديدة.

المبدعة ليلى الحديوي التي جمعت بين عروض الأزياء، التمثيل، والتنشيط، وباتت رمزا من رموز الموضة المغربية.

نبذة عن بداياتها الفنية:

رأت ليلى النور بمدينة الدار البيضاء سنة 1985، ودخلت عالم الأضواء والشهرة في سن مبكرة، ولطالما أحبت منذ صغرها كل ما يتعلق بعالم الموضة والأزياء.

والدها كان مؤذنا في مسجد الحسن الثاني، وتوفي خلال حادثة التدافع الشهيرة بمنى أثناء تأديته لمناسك الحج سنة 2015، ذكرى حزينة لازمت ليلى طوال حياتها، حيث تدهورت صحتها النفسية آنذاك، ودخلت في دوامة اكتئاب صعبة.

باشرت ليلى عروض الأزياء وهي تبلغ 17 عاما فقط، لتحقق نجاحا كبيرا بمشاركتها في مختلف العروض الخاصة بالقفطان المغربي.

وتمكنت من بصم اسمها في المجال، كما تصدرت صورها أغلفة المجلات الشهيرة، وأضحت وجها للعديد من العلامات التجارية.

عرفت أيضا، بكونها شخصية طموحة، قوية، مسالمة وتحب عملها كثيرا، معتبرة أن كل مجال تمارسه له رونقه وطعمه الخاص، كما صرحت سابقا، أن مجال عرض الأزياء تزاوله بحب وليس فقط من أجل المال، ووصفته بـ”عشقها الأول”.

لتتجه الحديوي في السنوات الأخيرة إلى تصميم الأزياء أيضا، وأطلقت مجموعة أزياء خاصة تحمل اسمها، كما تقدم مختلف العروض التي تضم تصاميما من توقيعها، سواء داخل المغرب أو خارجه، حاملة العلم المغربي ومجسدة الثقافة المغربية.

دخولها إلى عالم السينما والتنشيط:

“كنت منبهرة منذ صغري بعالم السينما”، بهذه الكلمات عبرت ليلى عن حبها للسينما، إذ كانت تشارك هذه الأخيرة في بعض المسرحيات التي تقام ضمن الأنشطة المدرسية، ولقي أداؤها استحسان أساتذتها وأسرتها.

فبعد نجاحها في عروض الأزياء، فتحت لها أبواب في مجال التمثيل، وحظيت بأول فرصة لها مع المخرج، نور الدين الخماري، في السلسلة التلفزيونية “القضية”.

لتتوالى بعد ذلك أعمالها التلفزية والسينمائية مع مجموعة من المخرجين، نذكر منها، “وليدات كازا”، “زينة الحياة”، “سارة”، “الحاجات”، “حي البهجة”، “مي تاجة”، “ساعة في الجحيم” وغيرها الكثير.

خطوات ليلى في المجال الفني ثابتة، وتختار أدوارها بعناية تامة وفائقة، معتبرة أن التمثيل يعتبر المجال الأصعب، ويتطلب التغلغل والتعمق في كل شخصية دون إغفال تفاصيلها الدقيقة.

وتسعى ليلى إلى النجاح والتألق في أي مجال تقتحمه، وخير مثال على ذلك، انضمامها إلى برنامج “صباحيات” على القناة الثانية، تم اختيارها لتقديم فقرة “موضة”، وقالت ليلى في تصريحات سابقة، أن عملها في البرنامج لا يختلف عن مجال الموضة والأزياء، إذ تحاول أن توصل للمتلقي ما اكتسبته من خبرة في المجال، معتبرة أن مجال الأزياء والتمثيل والتنشيط، موهبة وفن لا يتجزأ.

زيجات ليلى الحديوي:

تزوجت ليلى المرة الأولى وهي تبلغ 19 سنة فقط، من رجل ذو جنسية فرنسية، لكن زواجهما لم يدم طويلا وأثمر عن طفلة تدعى إيناس.

وبعد مرور سنوات، تستعد ليلى هذه الفترة إلى دخول القفص الذهبي من جديد، حيث تلقت في الآونة الأخيرة عرض زواج خلال حفل عيد ميلادها الـ38، وسط أجواء حماسية وسعيدة، تقاسمتها مع جمهورها ومتابعيها على منصات التواصل الاجتماعي.

وحرصت هذه الأخيرة على التكتم عن حياتها الشخصية كعادتها، ولم تكشف بعد عن صفة زوجها.

بعض الصدمات والعقبات في حياتها:

فقدت ليلى الحديوي الكثير من المقربين، بدءا بوالدها الذي كان يشكل مكانة كبيرة في حياتها، مرورا إلى ابنتها الثانية.

وتحدثت ليلى عن ابنتها المتوفاة، لأول مرة، عقب حلولها ضيفة ببرنامج عالم شهرزاد رفقة الإعلامية المغربية، شهرزاد عكرود، خلال الفترة الماضية.

وأوضحت ليلى أن رحيلها بمثابة ذكرى مؤثرة لكنها في الوقت ذاته درس علمها الكثير من العبر، قائلة: “لا يمكن أن نحاسب الله سبحانه وتعالى أو أن نقول لماذا نحن؟ فالله لا يريد لنا الأذى ولو في أصعب الظروف، لذلك يجب أن لا يفكر الشخص في الوضعية الراهنة بل قبل وبعد الحادثة أو الموقف السيء، لأن أبوابا أخرى تفتح لك في تلك المرحلة الصعبة، لذلك يجب أن نفكر في الأمور بطريقة إيجابية”.

كما واجهت ليلى عدة انتقادات لاذعة طوال مسارها الفني، وتم نعتها بـ“البومادا الصفراء”، نظرا لاقتحامها مختلف المجالات، لكنها تجد نفسها “إنسانة تحب العمل والإنجاز ولا تسعى فقط للشهرة والمال، بل إلى إثبات وجودها وشخصيتها”.

وتبقى ليلى الحديوي نموذجا للمرأة، الطموحة والشغوفة، التي تسعى جاهدة إلى تجسيد صورة جميلة حول المرأة المغربية ومدى فاعليتها في المجتمع، معتبرة أن قوة المرأة لا تكمن في الأنوثة المفرطة أوالتصنع، بل يكفي أن تكون طبيعية ولا تحاول العيش بقناع أو تتقمص دورا مختلفا عن حقيقتها.

 

بلادنا24سلمى جدود 

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *