لماذا يخجل المغاربة من الذهاب إلى طبيب نفسي؟

يتقدم العلم وتتقدم الحضارات، إلا أن بعض الطابوهات لازالت متفشية داخل المجتمعات العربية والمجتمع المغربي على وجه الخصوص، حيث يختبأ البعض داخل دوامة من الاضطرابات النفسية، اعتقادا منهم أن المرض النفسي، ضعف في الشخصية، إضافة إلى التحفظ والخجل من اللجوء إلى الطب النفسي والاستشارات بهذا الخصوص.

المرء مخبوء تحت لسانه

تسود المجتمع المغربي مجموعة من العبارات والصفات التي تلتصق بمن يحاول إنقاذ صحته النفسية كـ”مجنون”، “مريض”، أو أنه أصبح “خطر”، كلها مسميات تطلق دون وعي، فالمرء مخبوء تحت لسانه، فاللسان دليل الدواخل وما يضمره الإنسان، لذلك تستعمل هذه العبارات المشينة أحيانا دون وعي وتعبر عن أصحابها، ورغم الجهود المبذولة لتصحيح هذه المفاهيم إلا أنها لازالت سارية المفعول لدى العديد.

وفي هذا الصدد، قال المختص النفسي، يونس الودغيري، إن “موضوع الاضطرابات العقلية كان دائما من الطابوهات، لعدة أسباب، من بينها أولا، أن علم النفس مجال حساس وغير معروف، ولطالما اعتبر المجتمع المغربي المرض النفسي “سحرا” يتطلب اللجوء إلى الطرق التقليدية كالرقية الشرعية وغيرها”.

الخوف من المجتمع

وأضاف الدكتور في تصريح لـ”بلادنا24″، أنه “إلى جانب مشاكل الخجل والتحفظ وكبت الاضطرابات النفسية أو الرغبة في استشارة طبية، هناك مشكل الخوف من التعبير في مجتمع يؤمن أن البكاء والبوح بالمشاعر والأحاسيس السلبية ضعف خاصة بالنسبة للرجل”.

وأبرز يونس الودغيري، أن “من أقوى مظاهر هذا الخجل، تأثير الغير، من خلال الاهتمام بنظرة الآخرين والأحكام المسبقة تجاه الشخص المصاب التي تزيد من حدة الوضع”.

التخلص من الكبرياء

وأكد المتحدث، أن “كبرياء الشخص الذي يدفعه إلى الاقتناع بكونه قادرا على معالجة نفسه والتغلب على المرض دون الحاجة إلى المساعدة، من بين أهم الأسباب التي تزيد أحيانا من حدة المرض خاصة عند الفشل والمحاولة بشكل فردي”.

وأوضح المختص النفسي، أن “هناك العديد من المواطنين الذين لا يميزون بين المصطلحات الطبية كالفرق مثلا بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي”، وتابع، “الاضطرابات النفسية، تعد أعراضا لمشكل داخلي عميق يعاني منه الفرد لفقدان التوازن، ودور الطبيب النفسي يتمثل في مصاحبة المريض لاسترجاع هذا التوازن”.

بلادنا24ـ حنان الزيتوني 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *