لقب “ملكة إفريقيا” يعيد وضعية المدرسة العمومية إلى الواجهة

وجد مغاربة مدافعون عن التعليم العمومي، في التتويج الإفريقي الذي حصدته التلميذة هبة فرشيوي، أحد الأدلة على أن المدرسة العمومية، مازالت تنبض بالحياة، بالرغم من الضربات التي تستهدف النيل من مصداقيتها، خدمة لمصالح القطاع الخاص.

وركز متفاعلون مع خبر تتويج التلميذة بلقب ملكة الرياضيات الإفريقية لسنة 2023 بدولة رواندا، على منصات “السوشال ميديا”، على كونها تتابع دراستها بثانوية الجولان العمومية، بجماعة بيوكرى، المحسوبة إداريا على إقليم اشتوكة آيت باها، وهذا يعني، بنظرهم، أن المدرسة العمومية مازالت قادرة على إنجاب الكفاءات والأدمغة، بالرغم من المعيقات التي تعترض طريقها، والاختلالات التي تعرقل عودة المكانة الرمزية التي كانت تحظى بها في المجتمع.

واستغل غاضبون من الوضع غير الباعث على التفاؤل، الذي يمر منه قطاع التعليم العمومي، هذا الحدث الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة على المستويين المحلي والعربي، لدعوة مدبري الشأن التعليمي على المستوى المركزي، لابتكار خطط إصلاحية تكون قادرة على التشخيص الدقيق لأسباب فشل القطاع، لإيجاد الوصفات العلاجية المناسبة لها.

واعتبر بعض المهتمين بالشأن التعليمي، أن حالة التلميذة هبة فرشيوي، مجرد الاستثناء الذي يؤكد قاعدة أن وضعنا التعليمي ليس على ما يرام، وبات في حاجة ماسة إلى تدخلات علاجية مستعجلة، مرجعين اللقب الإفريقي الذي حصلت عليه التلميذة إلى التضحيات الكبيرة لأسرتها وأساتذتها.

وحذر هؤلاء، من استغلال المسؤولين التعليميين لهذا الإنجاز لتلميع “الوضع القاتم” التي يتخبط فيه التعليم العمومي، موردين في هذا السياق، تقويمات دولية حصل فيها المغرب على مراتب غير مشرفة، وتؤكد، بالنسبة إليهم، أن هذا التتويج مجرد حالة معزولة “، ولن يكون الشجرة التي تخفي غابة الإخفاقات.

ووصفت وفاء شاكر، مديرة أكاديمية سوس ماسة للتربية والتكوين، في حديث لوسائل الإعلام، على هامش حفل استقبال التلميذة المتوجة باللقب الإفريقي، هذا التتويج بـ”اليوم التاريخي لبلدنا الذي يحتل للمرة الثالثة المرتبة الأولى إفريقيا”، معتبرة أن هذا التميز يعني أن “المدرسة المغربية لا زالت بخير، وقادرة على إعطاء منتوج من هذا الحجم”، بحسب تعبيرها.

وبالموازاة مع جدل وضعية المدرسة العمومية الذي أثاره تألق المغرب على الصعيد الإفريقي في مادة الرياضيات، أثارت تدوينات نزعت الأصل الأمازيغي عن التلميذة هبة فرشيوي، غضب بعض النشطاء الأمازيغ، الذين أرجعوا ذلك إلى عقليات لم تقتنع بعد بأن المغرب هو بلد التعدد والتنوع وليس بلد الأصل الواحد.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *