فاعل مدني: المجتمع المدني يأخذ بريقه بحسه التطوعي ومبادراته الترافعية

بين القرى والبوادي، هناك فئة من الشباب لهم رغبة قوية في خوض غمار التحديات، بالرغم من الظروف التي تكتسي طابع حياتهم، إذ أن انخراطهم في العمل الجمعوي، خطوة باتت تحستب لصالحهم من حيث تعزيز وتقوية ثقتهم في أنفسهم، ما جعل البعض منهم يتجهون إلى الإنخراط الحزبي والاهتمام بالشأن السياسي، في ظل العزوف المتواصل، وعدم ثقة الشباب في السياسة.

دور المجتمع المدني

وفي هذا السياق، أكد الفاعل الجمعوي، ورئيس مجلس شباب ورزازات، رضوان جخا، أن “المجتمع المدني أصبح له دور مهم جدا، وأكثر تقدما حتى من المنظمات الموازية للأحزاب السياسية في تكوين وتأطير الشابات والشباب على مستوى السياسات العمومية كرافعة تنموية، وتهييئهم لدخول غمار السياسة”.

وأضاف جخا، في حديثه لـ“بلادنا24”، أن “المجتمع المدني حسب الوثيقة الدستورية، له صلاحيات واسعة وكبيرة، سواء من خلال المساهمة في وضع وتتبع وتقييم السياسات العمومية عبر آلية تقديم العرائض أو الملتمسات في التشريع، وكذا من خلال المشاركة في الآليات الترابية والإقليمية والجهوية للحوار والتشاور العمومي”، مشيرا إلى أن “الديمواقراطية التشاركية تساهم بشكل كبير في ترسيخ آليات الديمقراطية التمثيلية التي تمثلها الأحزاب السياسية”.

مجلس شباب ورزازات نموذجا

وأبرز المتحدث، أن تجربة مجلس شباب ورزازات التي يقودها، “قد ساهمت في إنتاج نخب شبابية شاركت في الاستحقاقات الانتخابية، وكانت لها الأثر الإيجابي في تكوينهم وتأطيرهم، وأهم هدف لدى المجلس هو المواصلة في مسار التكوين والتأطير لدى الشباب والقرب منهم”.

وتابع رئيس مجلس شباب ورززات، قائلا: “للأسف هذه الأهداف لم تقدر عليها المنظمات الموازية للأحزاب السياسية، والذي يعتبر أهم اختصاص لها كما ينص على ذلك الفصل السابع من الدستور. عموما، المجتمع المدني بمفهومه الحديث الذي رسمته الوثيقة الدستورية، أصبح له آفاق واسعة تتجاوز الرؤية التقليدية، إلى المساهمة في التنمية المستدامة بمعناها الشمولي”.

وأكد رضوان جخا، أن “المجتمع المدني يساهم في تكوين نخب سياسية صاعدة على غرار التجربة الفريدة جهويا لمجلس شباب ورزازات في ذلك، لكن لابد من التأكيد على أن المجتمع المدني يجب أن يكون مستقلا في قراراته و اختياراته عن أي تيار سياسي، لأن تلاقح ما هو مدني مع ما هو سياسي بشكل أفقي، تكون نتائجه غير سليمة، وهذا ما نلاحظه لدى مجموعة من الهيئات المدنية التي لا تفرق بين انتماءها السياسي، الذي يعتبر حقا لها، وبين استقلالية الإطارات الجمعوية التي تقودها”.

احتكار العقليات البرغماتية

وبخصوص هاجس الدعم والمنح، شدد جاخا، أن “هاجس الدعم والمنح يشكل تحديا لمجموعة من المؤسسات”، وتابع: “وهذا بالنسبة لي أمر غير سوي، فالمجتمع المدني يأخذ بريقه بحسه التطوعي ومبادراته الترافعية”.

وأكد المتحدث، أن “تفاقم وتكاثر بعض العقليات الإدارية، ستؤدي بممارساتها العجيبة والغريبة لاندثار الفعل الجمعوي المبدع والمؤثر، وهجرته إلى مدن وأقاليم أخرى يكون فيها الإبداع وتشجيع الشباب متاحا، وبالتالي فالمنطقة إذا خسرت تجارب جمعوية مبدعة، فذلك يعني سقوطها في الجمود الجمعوي”.

واختتم رئيس مجلس شباب ورززات حديثه، قائلا: “لحسن الحظ أن تلك العقليات الإدارية غريبة الأطوار قليلة وعلى رؤوس الأصابع، لكن الموضوع وجب مقاربته من زاوية دوافع ومسببات تلك الممارسات العجيبة والمتكررة لتلك العقليات الإدارية التي تحاول جاهدة كبح جماح الشباب الدينامي المستقل”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *