معاد بودينة تلقى الرأي العام المغربي،“الهزيمة بطعم الفوز“، لزعيم الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيز، في الانتخابات العامة الإسبانية التي جرت أطوارها الأحد الماضي، باعتبارها “أنباء إيجابية” للبلاد، حيث أشار الاشتراكيون المغاربة من العاصمة الرباط، إلى التأثير القوي للجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، التي كان لها حق التصويت، على نتائج حزب سانشيز.
ففي إقليم كتالونيا، الذي تتواجد فيه أكبر كتلة من الناخبين الإسبان من أصل مغربي، يمكن لهذه المجموعة التي تضم أكثر من 150 ألف ناخب، أن تختار بين مقعد واحد أو مقعدين، وهي مكانة انتخابية لا يستهان بها، وارتفعت بشكل صاروخي على المستوى الإسباني، منذ أن أصبح سانشيز، رئيسًا الحكومة، بسبب اعتراف الأخير بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعمه لمقترح الحكم الذاتي، كأساس جدي وواقعي، وهي مسألة حاسمة وذات أولوية وطنية بامتياز في الوطن الأم، المغرب.
وعادة ما يتم تحليل التحول التاريخي في الموقف الإسباني في ملف الصحراء، من وجهة نظر السياسة الخارجية الإسبانية، إلا أن لها أيضًا تأثيرًا كبيرًا على السياسة الداخلية، والميزان الانتخابي، وهو ما يبرزه بشكل كبير التصويت المغربي، الذي كان حاسمًا في استطلاعات الرأي، والذي يعتبر دور سانشيز فيه حافزًا، بسبب سياسته اتجاه المغرب وجاليته.
وعودة لإقليم كتالونيا، فقد صوت ما مجموعه 3.5 مليون كتالوني في انتخابات الأحد الماضي، من أصل 5.4 مليون، التي سجلت في القوائم الانتخابية، ومن بينهم، بحسب معطيات المعهد الإسباني للإحصاء، هناك حوالي 150 ألف مغربي يحملون الجنسية الإسبانية، ولهم الحق في التصويت، وهو ما يترجم بشكل واضح إمكانية المغاربة الحاسمة في الحصول على مقعدين من أصل المقاعد الـ48 التي تقررها المنطقة، وهي مكانة انتخابية “لايستهان بها“.
كما أن إحصائيات وسجلات المعهد الإسباني للإحصاء، لا تدع أي مجال للشك، حيث أن غالبية الأجانب (181 ألف) الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية، والحق في التصويت في عام 2022، كانوا مغاربة، مع حصول 55463 مغربي على جواز سفر إسباني جديد، حوالي 16172 منهم تم تسجيله في إقليم كتالونيا فقط، فيما تم تسجيل 8 آلاف حالة في الأندلس، وهو الإقليم الذي يضم ثاني أكثر المغاربة تجنيسًا في عام 2022.
وفي هذا السياق، يعتبر أكبر عدد من المغاربة تم تجنيسهم تاريخيًا في إقليم كتالونيا هو 16172، حيث شهد عام 2017، عدد تجنيسات بلغ 5645، مع ارتفاع العدد في 2020 إلى 8451، فيما شهد عام 2021 عددًا وصل 13251، مقارنة مع 16172 حالة تجنيس تم تسجيلها العام الماضي.
هذا، وتتزامن أكبر زيادة في عمليات التجنيس هذه، مع سنوات حكومة الاشتراكيين، برئاسة بيدرو سانشيز، حيث بتسليط الضوء على إقليم كتالونيا وحده، فقد انضم 52 ألف مغربي يحمل الجنسية الإسبانية إلى القوائم الانتخابية، منذ أن أصبح سانشيز رئيسًا.
وعلى المستوى الإسباني، بلغ عدد التجنيسات المغربية 24.527 في عام 2019، وقد ارتفع العدد، كما أفاد المعهد الإسباني للإحصاء، في 3 سنوات فقط، لأكثر من الضعف، ليصل 55463 مغربي مجنس.
وفي الانتخابات العامة الإسبانية، طلب أعضاء قياديون في الاشتراكية المغربية، من مواطنيهم الذين يحملون جوازات سفر إسبانية، دعم الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني في الاستحقاقات الانتخابية العامة الأخيرة.
وجاء في رسالة وزعتها النائبة البرلمانية، عائشة الكرجي، نائبة رئيس فدرالية الجمعيات المغربية بإسبانيا، وعضو الكتابة الاقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي باسبانيا، (وزعتها) بين الناخبين المغاربة الذين يحملون الجنسية الإسبانية: “نحن نشجعك على ممارسة حقك في التصويت والمضي قدمًا، والتصويت بحزم وبطريقة حاشدة لحزب العمال الاشتراكي الإسباني وتجمعاته الإقليمية في الانتخابات المقبلة يوم الأحد 23 يوليوز” (…) “تذكر أن تصويتك مهم ويمكن أن يحدث فرقًا، لذا تفضل بالتصويت لصالح حزب العمال الاشتراكي“.
