“كازا إيفنت”.. نقطة سوداء في تاريخ الملاعب المغربية

في كل مرة يقفل المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، تتجه الانتقادات مباشرة صوب الشركتين المكلفتين بتدبير الملعب، سواء من الناحية اللوجستيكية ويتعلق الأمر بشركة “الدارالبيضاء للتهيئة” وكذلك من الجانب التنظيمي ويتعلق الأمر بالشركة الغنية عن التعريف “كازا إيفنت”.

هاتين الشركتين حسب العديد المتتبعين لشؤون كرة القدم، يعتبرونها نقطة سوداء في تاريخ المعقل الأسطوري لقطبي الدار البيضاء، الرجاء والوداد، كيف لا والملعب أقفل العديد من المرات خلال السنوات الأخيرة من أجل الصيانة والإصلاح، لكن لاشيء تغير، أما على الجانب التنظيمي، فشركة “كازا إيفنت” لم تكن استثناء لهذه القاعدة، لذلك في هذا التقرير سنرصد لكم أبرز الزلات لهاتين الشركتين، وكيف ستستفيد الشركة الجديدة المكلفة بشوؤن الملعب من الأخطاء السابقة.

الهفوات اللوجستيكة تتكرر في مع مرور السنوات

طيلة السنوات الماضية عانى المركب الرياضي من إقفال متكرر بسبب الإصلاحات، وبالطبع المتضرر الأكبر من هذه العملية هما قطبي الكرة الوطنية الرجاء والوداد، لكن ليس هذا هو الإشكال بل المعضلة الرئيسية أن الإصلاحات المزعومة من طرف هذه الشركة لاتظهر على أرض الواقع.

والأدهى، أن هناك أزمات ظهرت في السنوات الأخيرة، مثل فضيحة البرك المائية في مباراة الرجاء وتونغيت السنغالي، وغياب أبسط شروط الراحة التي يجب توفرها في أي ملعب، وكذلك الإشكالية الأخيرة المتعلقة بالـ”زون 6″، دون نسيان أن الملعب صرف عليه في وقت سابق مبلغ 22 مليار ستنيم من أجل الإصلاحات والصيانة، هذا الأمر اعتبره البعض بمثابة إهدار للمال العام، وتسألوا بخصوص كمية هذه المبالغ المالية التي صرفت على الملعب ومع ذلك يواجه نفس الإشكالات.

فشل تنظيمي متواصل

مع كل مباراة كبيرة تلعب في المركب الرياضي، فإن معاناة الجماهير لا تتوقف، فتارة يجد عشاق الناديين البيضاويين صعوبة في اقتناء تذكرة، وهناك من يتوفر على تذكرة ويفاجئ أن هناك أشخاص دخل إلى الملعب بدون تذكرة، وكذلك الازدحام والاكتضاض الشديد الذي يسبق أي مقابلة كبيرة، حيث تسبب في حادثة مؤسفة راحت ضحيتها الشابة نورا، كل هذه الأشياء والشركة المكلفة بالأمور التنظيمية “كازا إيفنت”، تتنصل من مسؤولياتها تجاه هذه الأحداث، والمستفز أكثر أنها لا تعطي أي تفسيرات أو توضيحات منطقية بخصوص هذه الإرهاصات، كلها أسباب جعلت هذه الشركة نقطة تنظيمة سوداء في تاريخ “دونور”.

“دونور” سيقفل من جديد بغية إصلاحه

ربما هذه المرة أكثر منطقية عن المرات السابقة، والسبب واضح، المركب سيكون أحد الملاعب التي ستحتضن نهائيات كأس أفريقيا 2025، لذلك فإن وفد من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أثناء زياراته المتكررة لاحظ أن الملعب يعاني العديد من النواقص اللوجستيكية، لذلك أمر بإصلاح هذه الأمور من أجل تقوية الملف المغربي لاحتضان الـ”كان”، وبالتالي فإن المركب الرياضي سيغيب عن احتضان مباريات كرة القدم لمدة تصل لحد السنتين، حسب قول محمد بودريقة رئيس الرجاء الرياضي في إحدى تصريحاته الإعلامية.

كيف ستستفيد “سونارجيس” من الأخطاء السابقة

ربما التحدي الأبرز لشركة “سونارجيس” هو أنها ستكون مكلفة بالجانب التنظيمي وكذلك اللوجستيكي، وستحاول جاهدة حل مشاكل المركب الرياضي محمد الخامس في هاذين الجانبين، “سونارجيس” لديها أفضلية لكي تتجاوز الأخطاء السابقة، لأنها لحدود وقتنا الحالي مسؤولة عن 5 ملاعب يتعلق الأمر بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، وملاعب فاس وطنجة وأكادير ومراكش، لكن التحدي الحقيقي هو كيفية الاستفادة من الأخطاء التي واجهت شركتي “كازا إيفنت” والدارالبيضاء للتهيئة”، ومحاولة تطوير ما يمكن تطويره ومواكبة للتطور الحاصل في أعتى الملاعب العالمية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *