معاد بودينة تتموقع قرية “باب بودير” على بعد حوالي 35 كلم، جنوب مدينة تازة، وهي قرية جبلية تتميز بجمال طبيعتها الخلابة التي تستقطب السياح من مختلف بقاع المملكة، حيث تزيد جماليتها في فصل الشتاء الذي يطبع المنطقة بغطاء ثلجي يضاهي بجماليته أفضل المناطق بالعالم، كما تتميز القرية بمخيماتها الصيفية التي تجذب الصغار قبل الكبار، للترفيه و الاستجمام و التخفيف من وطأة الحر المهول التي تعرفه المملكة.
لكنها تعاني تهميشًا كبيرًا من ناحية جودة البنية التحتية، و تردي المرافق التي لم يتم تجديدها منذ سنوات، إضافة لقلة الفنادق، حيث تتوفر المنطقة على فندق وحيد لازالت أبوابه مغلقة بسبب“قلة الرواج“، مما يصعب الأمر على العديد من السياح الذين يطمعون في القدوم للمنتزه من بقاع بعيدة.
منتزه تازكة الوطني : تنوع بيولوجي و ايكولوجي غني
يقع منتزه تازكة الوطني بالمنطقة الشمالية الشرقية للمغرب، بسلسلة الأطلس المتوسط، ويبعد حوالي 22 كلم فيالجنوب الغربي لمدينة تازة، حيث يشرف على ممر تازة بين سلسلتي الأطلس المتوسط و الريف، كما تم تصنيفه من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها، ك“حديقة وطنية“.
ويضم المنتزه “جبل تازكة” الذي يبلغ علوه 1980 مترًا، ويتوزع المنتزه على مساحة قدرها 580 هكتارًا ، تم إنشاؤه بموجب مرسوم وزاري بتاريخ 11 يوليوز 1950, بغرض الحفاظ و حماية غابة الأرز الطبيعية الجميلة التي تغطي المنتزه.
و يضم المنتزه تشكيلة غنية بين الغطاء الغابوي و النباتي، و كذا الثروة الحيوانية الضامنة لاستقرار النظام البيئي، حيث يحتوي المنتزه على مجموعة متنوعة من الأشجار من قبيل الأرز البربري التي تتميز بارتفاعها الشاهق الذي يتراوح بين 35 و 40 مترًا، و تعمر لما يقرب 600 سنة، إضافة لأرز السنديان و أرز الأطلس الذي تم إدخاله سنة 1994.
هذا و يتوفر المنتزه على محمية تضم شعبة الأيائل و التي تضم بعض أنواع الغزلان من قبيل الغزال البربري (Cervus barbarus elephus)، الذي تم إدماجه بالمنتزه بعد انقراضه قبل 200 سنة من المنطقة، بغرض التكاثر و التأقلم مجددًا، فضلًا عن توفره على 27 نوعًا من الثديات، و حوالي 80 نوعًا من الطيورأشهرها “العرارة الصفراء“، و “عقاب البونيلي“.
كما يحتوي المنتزه على حوالي 154 موقعًا متميزًا، أبرزها مغارة شيغر ، و شلالات آيت سماعيل، و مضايق بيزي، و واد أدمام) فضلًا عن العديد من المواقع الغير مأهولة للسياح و الزوار، مما يرسخ بشكل كبير التنوع الإيكولوجي بالمنطقة و الذي يجعلها وجهة سياحية مفضلة للزوار و السياح من مختلف البقاع.
“مغارة افريواطو“: أشهر معالم المنطقة تغلق أبوابها منذ سنوات
بعد مصرع أستاذة كانت في رحلة مدرسية رفقة تلاميذها داخل مغارة فريواطو التي تعتبر من أشهر المعالم السياحية على المستويين الوطني و الدولي، لم تنجح جهود المسؤولين بالمدينة في إعادة افتتاحها للعموم من الزوار، بالرغم من أنها تعتبر معلمة سياحية و إرثًا تاريخيًا مهمًا يعتز به ساكنة المدينة، حيث جرى إغلاقها بتاريخ 24 أبريل 2016, و وصل الصراع عليها لأبواب المحاكم بسبب الاختلاف حول الاستغلال من طرف جماعة باب بويدير التي تقع المغارة ضمن نطاق ترابها، و مصالح المياه و الغابات بالمنطقة، هذا فضلًا عن شخص كانت له صلاحيات تسييرها في السابق.
هذا و عبر ساكنة مدينة تازة، في أكثر من مناسبة عن غضبهم من اغلاق هذه المعلمة التاريخية التي لطالما قدمو إليها لاستكشاف جمالها الخلاب، كما وجهت الساكنة عدة عرائض للجهات المسؤولة بغرض إعادة فتح المغارة وتهيئتها بدون جدوى.
حيث أكد أحد الساكنة المهتمة بالشأن السياحي للمدينة في حوار له مع “بلادنا24”، أن مصرع الأستاذة ماكان إلا واجهة و لم يكن السبب الحقيق لإغلاق المغارة حسب قوله، بل هناك أسباب خفية تجهل حيثياتها، كما أكد أن المدينة تعاني التهميش من الجانب السياحي منذ مدة طويلة، حيث تحولت المدينة التي كانت في ما مضى تستقطب عددًا كبيرًا من السياح المغاربة و الأجانب الذين يعشقون الاستغوار و جمال المدينة الساحر، إلى مدينة مهمشة نادرًا ما تستقبل السائحين.
غياب مندوبية السياحة بالمدينة يزيد من تهميش قرية “باب بودير“
لا زالت مدينة تازة التي تتميز بمؤهلات طبيعية مهمة تجعلها قبلة سياحية بامتياز، تفتقر لمندوبية للسياحة لتشرف على القطاع و تسهر على تنظيمه و تأطيره و تنميته للنهوض بالجانب السياحي و زيادة تنافسيته جهويا و وطنيًا، حيث تفوض الشؤون السياحية بالمدينة للمندوب الجهوي للسياحة بفاس، و الذي يشرف بدوره على تنظيم شؤون عاصمة “الشلالات و المغارات” عن بعد باستخدام هاتفه المحمول.
كما تسائل العديد من الجهات المهتمة بالقطاع، الوزارة الوصية عليه، عن سبب تأخر إحداث مندوبية للسياحة ، مما يضعها في حرج كبير.
