فيلم “أوبنهايمر”.. رحلة معقدة في عالم العلم والجشع البشري

يُعلن فيلم “أوبنهايمر” للمخرج كريستوفر نولان، عن نفسه كفيلم سيرة ذاتية عن الفيزيائي الأمريكي روبرت أوبنهايمر، والذي اشتهر بلقب “والد القنبلة الذرية”، ولكنه يتجاوز التصنيفات السينمائية العادية، بسبب مزجه بين السيرة الذاتية والدراما، وتقديمه تجربة سينيمائية معمقة في تأثير العلم والجشع البشري على مسار التاريخ.

الفيلم هو قطعة فنية تدور في متاهة من الأزمان، يجمع بين دراما المحكمة، وعلاقات رومانسية، واكتشافات علمية، والثقافة الشخصية في قاعة المحاضرات. تدور الأحداث حول الرحلة العلمية للفيزيائي النظري روبرت أوبنهايمر، التي ساهمت في إشعال نار الدمار الذي شهدته البشرية في القرن العشرين.

يُظهر الفيلم أوبنهايمر الذي جسد شخصيته الممثل كيليان مورفي، كشخصية معقدة ومتنوعة، بدأت الأحداث بتألقه في البداية، ثم يتم الانتقال إلى جانبه المظلم في مرحلة لاحقة من حياته، لتمثل هذه الانتقالات الجوانب المتناقضة لشخصيته، حيث يسعى لاكتشاف حدود العلم والمعرفة، وفي الوقت نفسه، يدرك مخاطر تطور أبحاثه وتأثيرها السلبي على العالم.

تمكن الفيلم من إظهار أن الشرير في هذه القصة ليس مجرد ابتكار أوبنهايمر العلمي، بل هو أيضًا جشع البشرية نحو التدمير وسباق التسلح الذي كان يسيطر على العالم خلال الحرب العالمية الثانية، من خلال التركيز على الضغوط السياسية والعسكرية التي كانت تحاصر أوبنهايمر وفريقه، نرى كيف تم تعزيز الدافع لإنتاج القنبلة الذرية بسبب المنافسة بين الدول وسباق التسلح.

بالإضافة إلى ذلك، توضح اللقطات التي تُظهر الاستماع الحكومي والتحقيقات الأمنية المحيطة بأوبنهايمر كيف تم تجريد الإنسانية من قراراتها ومسؤولياتها، وكيف أن القوى السياسية العليا كانت مستعدة للذهاب إلى أقصى الحدود من أجل تحقيق أهدافها.

هذا التركيز على الجشع والتدمير، يعكس النجاح الحقيقي للفيلم في توصيل رسالته. إنه ليس مجرد فيلم سيرة ذاتية عن شخص مشهور، بل أيضا عمل يعكس جوانب مظلمة من التاريخ البشري، ويسلط الضوء على التحديات الأخلاقية التي يمكن أن تنشأ عندما تفوت القوى البشرية على الحكم المصائب، وتستخدم العلم والتكنولوجيا لأغراض تدميرية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *