فشل الأحزاب الإسبانية في حصد الأغلبية يلوح ببرلمان “معلق” و”انتخابات جديدة”

لم تظهر نهاية الانتخابات العامة الإسبانية التي جرت الأحد، أي “فائز واضح”، بعد فشل اليمين في تلبية توقعاتفوز كبير“، بما يكفي لإبعاد رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز عن السلطة.

برلمان “معلق” و”انتخابات” تلوح في الأفق

وسيسعى الحزبان الرئيسيان للتفاوض على صفقات ائتلافية سعيا للحصول على أغلبية حاكمة، لكن محللين سياسيين حذروا من أن العملية قد تنتهي ببرلمانمعلقوانتخابات أخرى.

وبعد فرز 100 في المائة، من الأصوات بحلول الساعة 1:30 من صبيحة يومه الاثنين (23:30 بتوقيت غرينتش)، حصل الحزب الشعبي (يمين الوسط) المعارض، على 136 مقعدًا في البرلمان بينما حصل الاشتراكيون الحاكمون برئاسة سانشيز على 122 مقعدًا.

وكلا الحزبين كان يفتقر إلى 176 مقعدًا للحكم، لكن أداء الاشتراكيين كان أفضل من المتوقع، بينما فشل الحزب الشعبي في انتزاع الأغلبية الواضحة المتوقعة، مما أدى إلى ضخالدرامافي فرز الأصوات، فيما فاز حزب اليمين المتطرففوكسبـ33 مقعدًا، وحصل أقصى اليسارسومارعلى 31 مقعدًا.

كما تعني هذه النتيجة، أن سانشيز انتقل من رئيس وزراء محتمل في منصبه، إلى منافس محتمل لتشكيل حكومة أخرى، كما أنه أعاق احتمال مشاركة حزب يميني متطرف في حكومة أوروبية أخرى كما توقع منظمو استطلاعات الرأي، مع ائتلاف الحزب الشعبي و”فوكس“.

ملك إسبانيا يدعو لتشكيل حكومة جديدة

وفي هذا الصدد، سيدعو الملك الإسباني فيليبي السادس، فيخو، الفائز بأعلى الأصوات، لمحاولة تشكيل حكومة، في وضع مماثل لعام 2015، الذي رفض فيها زعيم الحزب الشعبي آنذاك ماريانو راخوي دعوة الملك، قائلاً إنه لا يستطيع حشد الدعم.

وإذا رفض فيخو، فقد يلجأ الملك إلى سانشيز بنفس الطلب، حيث لا يحدد القانون موعدًا نهائيًا للعملية، إلا أنه إذ لم يحصل أي مرشح على الأغلبية في غضون شهرين من أول تصويت على رئيس الوزراء، فيجب إجراء انتخابات جديدة.

وفي سياق متصل، فقد دعا سانشيز إلى انتخابات مبكرة مفاجئة بعد أن تعرض اليسار لهزيمةمدويةفي الانتخابات المحلية في شهر ماي.

وتزامن تصويت يوم الأحد مع ما كان من المتوقع أن يكونعطلة صيفيةللعديد من الإسبان وواحد من أكثر الشهور حرارة في الدولة، حيث ظهر الناخبون وهم يرتدون ملابس السباحة واستخدموا أوراق الاقتراع كمروحات، بينما شغلت مراكز الاقتراع مكيفات الهواء، أو قامت بنقل طاولات الاقتراع إلى الخارج؛ حيث ارتفعت نسبة الإقبال بنسبة 70.40 في المائة مقارنة بـ 66.23 في المائة في الانتخابات الأخيرة لعام 2019.

الحزب الشعبي يخلط الأوراق للاشتراكيين

وفي هذا الصدد قال الخبير الاستراتيجي، والمحلل السياسي الجزائري، اسماعيل معراف، أن “هذه الانتخابات الإسبانية التشريعية، أبانت عن تغير طفيف بالنسبة للخلطة السياسية داخل هذا البلدالمشاكس سياسيًاصراحة، لأنه تقريبًا الحزب الاشتراكي تراجع، وأظهرت النتائج أنه لم يحصل على نفس عدد المقاعد الذي حصدها قبل أربع سنوات“.

كما أوضح معراف في تصريح لجريدةبلادنا24، أنحزب الشعب أو ما يسمى باليمين المعتدل، قد خلط الأوراق بالنسبة للاشتراكيين في هذه الانتخابات، وأعطى إمكانية بأنه ربما تتغير الخلطة السياسية داخل إسبانيا، مع العلم أن هذا الحزب اليميني لم يحصل على غالبية المقاعد كما ينص عليه القانون، مما لا يعطيه فرصة لأن يشكل بمفرده الحكومة، وبالتالي يضطر لأن يتحالف مع اليمين المتطرف من أجل أن يشكل حكومة، ويمنع صراحة من أن لسانشيز والحزب الاشتراكي أي دور“.

وخلص معراف في تصريحه، إلى أنه “عمومًا، هذه الانتخابات قد تخلط الأوراق السياسية، وقد يكون لها أثر كبير حتى على السياسة الخارجية لإسبانيا في المستقبل“.

دعوة سانشيز إلى انتخابات مبكرة ثؤتي ثمارها

ومن جانبه، ألقى إغناسيو خورادو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد، باللوم على حملة الحزب الشعبي السلبية ضد سانشيز في تراجع الدعم، وقالإن تحرك سانشيز المفاجئ في الدعوة إلى انتخابات مبكرة قد يؤتي ثماره“.

كما شدد المحلل السياسي الإسباني، على أنالحزب الشعبي يحتاج إلى شيء أكثر، خاصة وأن فوكس يشكل عائقا“.

العودة لصناديق الاقتراع

من جانبه، يرى محمد بودن، المحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أنهفي الواقع، نتائج الانتخابات العامة في إسبانيا لم تكن منسجمة مع التوقعات التي قدمتها استطلاعات الرأي، وأعتقد أنه بالنسبة للحزب الشعبي، النتائج كانت أقل من التوقعات، لأن حزب فيخو كان يطمح لتحقيق نتيجة أكبر، من أجل تأمين أغلبية نوعًا ما مريحة، لكن هذه النتيجة تجعله بطبيعة الحال مطالب، بالتحالف الحتمي مع حزب فوكس، وأيضا انتظار مواقف الأحزاب الصغيرة التي تمتلك المفتاحية لتمسك الحزب الشعبي بتشكيل حكومته“.

كما أوضح المحلل السياسي في تصريح خص به جريدةبلادنا24، أننتائج الانتخابات الإسبانية أفرزت توازنًا رفيعا، بحيث أحرز الحزب الاشتراكي تقدمًا معنويًا رغم أن التوقعات كانت تعطيه نتائج غير سارة، لكن أعتقد أن حديث الحزب الاشتراكي بلغة الانتصار يعكس أنه يمكن أن يحصل على فرصته في ظل تعقيدات المشهد اليوم“.

وأورد بودن في كلمته، أنه يتصور بأنهذه النتائج تفتح المشهد على كافة السيناريوهات بما في ذلك التوافق بين الحزبين الكبيرين والقطبين، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، توافق حول الملفات، حول التعايش، أو بطبيعة الحال دور أكبر للأحزاب الصغيرة، خاصة أحزاب إسكويرا، خونتس، وبيلدو، والتي حصلت على 6 إلى 7 مقاعد لكل واحد منها، ثم أيضًا حتى لو تم الذهاب للمجلس التشريعي فالأغلبية والمعارضة سيكون هناك توازن كبير ولن تكون هناك فروقات كبيرة، مما سيجعل العمل المؤسسي شاقًا، لكن سيبقى أيضًا سيناريو العودة للصناديق  بطبيعة الحال قائمًا كما حدث في سنة 2019، وأعتقد أن المشهد مفتوح على جميع السيناريوهات وتشكيل حكومة يظل متأرجحًا في الهواء إن صح التعبير“.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *