كمال لمريني انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، مقاطع فيديو وتدوينات، تم وصفها بـ”العنصرية”، تجاه المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء والمقيمين بالمغرب، حيث تعالت أصوات تطالب بترحيلهم نحو بلدانهم الأصلية، وهو ما أثار جدلا كبيرا، سيما وأن المغرب أطلق عملية تسوية وضعية هؤلاء المهاجرين.
وفي هذا الصدد، قال فرانك إيانكا، الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب، إن وضعية المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب، تدهورت منذ سنة 2018، إثر صعوبات تجديد تصاريح الإقامة، وازدياد عمليات الاعتقال والترحيل من المدن الشمالية.
وتغاضى إيانكا، في حوار صحفي، الحديث عن “الغارات البشرية” التي ينفذها المهاجرون على السياجات الحديدية لمدينتي مليلية وسبتة، ولا عن انخراط بعضهم في مجال “الاتجار في البشر”، واعتدائهم على السلطات الأمنية، مشيرا فقط إلى أن العنصرية موجودة في كل البلدان المغاربية.
وأكد المسؤول النقابي، أن السلوك “العنصري” في المغرب غير ملحوظ، كما هو الشأن في باقي بلدان المنطقة، قائلا: “أعتقد أن السبب هو انخراط المغرب في بذل جهود للقضاء على الظاهرة، من خلال تنفيذ إصلاحات في مجال الهجرة واللجوء، ووجود ستة ملايين مغربي يقيمون خارج البلاد”.
وتابع الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب، قائلا: “إن المهاجرين منزعجون من تعامل السلطات مع الموضوع، ومن الوضع الفوضوي الذي يعيشونه بالمغرب منذ سنوات”.
ونفى إيانكا، أن يكون في المغرب “يمين متطرف”، مؤكدا على أن البلاد أحرزت تقدما كبيرا في مجال الهجرة، وسن سياسات في هذا المجال منذ عامي 2013 و2014، وحققت هذه السياسات والاستراتيجيات نتائج مهمة، مردفا: “ندرك أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به في هذا المجال”.
وبخصوص إن كان المغرب البلد الرائد أفريقيا في تدبير ملف الهجرة واللجوء، قال فرانك إيانكا، إنه “رغم الجهود التي يبذلها المغرب كبلد رائد في هذا المجال في أفريقيا، مع ذلك، لا يزال الكثير مما ينبغي عمله حتى يستعيد المغرب هذا الدور القيادي”.
ويشار إلى أن القضاء المغربي، كان قد أدان عددا من المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، ممن شاركوا في عملية الهجوم الجماعي على السياج الحديدي لمدينة مليلية المحتلة، شهر يونيو من العام الماضي، فيما قامت السلطات بنقل عدد من المهاجرين صوب الحدود المغربية الجزائرية، أي ترحيلهم إلى الأماكن التي ولجوا من خلالها التراب الوطني، وذلك لصد محاولات الهجرة غير النظامية.
