بلادنا24 في إطار إبراز العلاقات الإفريقية وتعزيز الشركات بين القارة السمراء، شارك الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، محمد عبد النباوي، اليوم الخميس، في اللقاء الثاني للأيام الافريقية للتحكيم والوساطة الذي ينظم بعاصمة الكوت ديفوار أبيدجان.
وأشار النباوي، في كلمته بهذه المناسبة، إلى الخصوصية التي تتميز بها القارة الإفريقية، وتمسكها بتقاليدها العريقة، وعاداتها التي تستحق الثناء، وبالإمكانيات التنموية القوية والأصول المتعددة التي يجب الحفاظ عليها وتعزيزها، مشددا في نفس الوقت على علاقات الأخوة والصداقة والتقدير الكبير التي تربط المملكة المغربية بالبلدان الإفريقية بموازاة انفتاحه على أوروبا وعلاقاته المتميزة للغاية مع بقية العالم.
وأكد الرئيس المنتدب، أن “هذه الروابط هي روابط تاريخية إلى جانب الصلات الثقافية والإنسانية وحتى اللسانية، التي تعكسها الرؤية المستنيرة وإرادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الحفاظ على أسس الشراكة والتعاون القوي في جميع المجالات، خاصة فيما يتعلق بانتشار المملكة المغربية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في مجال الاستثمارات التجارية”.
واستطرد النباوي، حديثه قائلا، إن “العالم اليوم يشهد تطورا كبيرا وسريعا في مجال المبادلات التجارية التي تتضاعف أكثر فأكثر، ما يجعل التحكيم في طليعة الطرق البديلة والناجعة لمواجهة تحديات حل النزاعات المختلفة التي تنشأ أثناء المبادلات”.
وأفاد الرئيس، أن “ميناء طنجة المتوسط وقريبا ميناء الداخلة الذي يوجد قيد الإنجاز، على سبيل المثال، سيعرفان طلبا متزايدا في إطار منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية (ZLECAF)، التي أنشأها مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي بعد دخوله حيز التنفيذ في 1 يناير 2021”.
وبخصوص التدابير والإجراءات التي اتخدتها المملكة في هذا السياق، أشار الرئيس إلى أن “المغرب قد تمكن من إنشاء ترسانة قانونية حديثة ومنظمة من أجل تطوير عالم المال والأعمال وتشجيع الاستثمار، استلهمها من التوجيهات الملكية المستمرة بشأن حماية الاستثمار، وتوفير ودعم الآليات البديلة لحل المنازعات، ولاسيما الوساطة والتحكيم”.
ومن جهة أخرى، أشاد النباوي، بالتعاون القانوني والقضائي بين دول إفريقيا، لما يتيحه من تبادل للخبرات، وتوسيع مجال المعرفة بين الأطراف المشاركة، وفرصة جيدة لمناقشة الممارسات الفضلى، واقتراح حلول مبتكرة وواقعية وتطوير نهج مفصل من شأنه أن يساهم في إثراء عالم الأعمال والاستثمار، والوصول إلى تطوير سوق افريقي متكامل.
