عبد السلام أحيزون.. 18 سنة على رأس ألعاب القوى رغم جنيه سوى الفشل

جرت العادة في أي رياضة في العالم، أنه عندما يقع الفشل في تحقيق أهداف معينة، يحترم المسؤول نفسه ويستقيل لأنه بكل بساطة فشل في مهمته، أو على الأقل لا تكون لديه رغبة الاستمرار كمسؤول عن تلك الرياضة.

لكننا نتوفر داخل بلادنا على مسؤول لرياضة لطالما كانت غنية بالمواهب والإنجازات، والمفارقة العجيبة عندما استلامه لقيادة الدفة حالها يسوء يوما بعد آخر.

ومن المؤكد أن البعض يتساءل عن أي رياضة يجري الحديث عنها، ومن هو المسؤول المعني، إنها رياضة ألعاب القوى والمسؤول الأول عن فشلها هو عبد السلام أحيزون، الأخير حاول بكل جهده إقبار هذه الرياضة التي أنجبت لنا مواهب عديدة، مثل سعيد عويطة، خالد السكاح، إبراهيم بولامي، هشام الكروج، نوال المتوكل، نزهة بيدوان، وآخر المنظمين إلى القائمة سفيان البقالي.

والغريب في الأمر، أنه مؤخرا تم تجديد الثقة في بقاء أحيزون لولاية خامسة لقيادة هرم أم الألعاب، في إطار “كولشي زين”، والمؤسف أن هذه الرياضة أصبحت مليئة بالمطبلين والوصوليين وعديمي الكفاءة، هؤلاء الأشخاص يرون أن هذا الرجل طيلة أزيد من 18 سنة من قيادة لهذه الرياضة حقق نتائج اعتبروها “إيجابية”.

وتستدل هذه الفئة بالبطل العالمي سفيان البقالي وإنجازاته في الفترة الأخيرة، لكن الكل يعرف أن سفيان كافح رفقة مدربه كريم التلمساني من أجل الوصول لهذه المكانة، والكاذب من يقول إن الفضل يعود لهذه الجامعة “الفاشلة”.

ولعل الكثيرون لا يعرفون أن هذه الجامعة بقيادة أحيزون حاربت البقالي، وطلبت منه ترك مدربه منذ الصغر، مقابل إشراف مدرب المنتخب الوطني عليه، لكن البقالي أصر على مدربه ورفض كل تلك المحاولات، التي كانت من شأنها تدمير مستقبل بطل مغربي عالمي.

ومن أجل إظهار هذا الفشل، نستعرض بعض المعطيات الرقمية المرتبطة بدورة الألعاب الأولمبية في فترة ما قبل أحيزون وما بعده.

في فترة ماقبل أحيزون حقق المغرب 12 ميدالية متنوعة (3 ذهبيات، 3 فضيات، و6 نحاسيات) من أصل أربعة نسخ في دورة الألعاب الأولمبية بداية من برشلونة 1992، مرورا بأتلانتا 1996 وسيدني 2000 ووصولا لدورة أثينا 2004.

أما فترة قيادة رئاسة الجامعة، ففي أربع دورات متتالية، بدءا من أولمبياد بكين 2008، وصولا إلى أولمبياد طوكيو 2020، حقق المغرب حينها 4 ميداليات فقط (ذهبية، فضية، نحاسيتان).

وبالنسبة لعدد العدائين المشاركين في فترة ما قبل أحيزون، مثلا في دورة برشلونة 1992 شارك 13 عداء وعداءة، في أتلاتنا 1996 شارك 18 عداء وعداءة، وسيدني 2000 شارك 25 عداء وعداءة، وفي دورة أثينا 2004 شارك 23 عداء وعداءة، كما هو ملاحظ عدد العدائين تصاعد من دورة برشلونة إلى غاية دورة سيدني، بينما خلال نسخة أثينا شهدت تراجعا طفيفا.

لننتقل إلى فترة أحيزون، في دورة بكين 2008 شارك 26 عداء وعداءة، أما دورة لندن 2012 شهدت مشاركة 22 عداء وعداءة، ونفس العدد تواجد في نسخة ريو 2016، أما آخر دورة كانت في طوكيو قبل تقريبا عامين عرفت مشاركة 15 عداء وعداءة، وهنا نلاحظ كيف تراجع عدد المشاركين بطريقة مخيفة.

هذه الأرقام تبين للجميع أن رياضة ألعاب القوى أصبحت تتراجع بشكل يدعو للقلق، وحتى لو حاول أحيزون الاختباء وراء إنجازات البقالي الأخيرة، فإن الحصيلة الرقمية المذكورة تبين مدى الانحدار الشديد التي تعانيه أم الألعاب.

والأكيد، أنه لن يكون هناك تطور أو ورؤية مستقبلية مادام أحيزون على رأس الجامعة، والتساؤل يبقى مطروحا، إلى متى سيستمر أحيزون في إغراف سفينة ألعاب القوى؟

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *