صحيفة إسبانية تعيد شريط أحداث اقتحام المهاجرين سياج مليلية

بلادنا24 |

أعادت صحيفة “الباييس” الإسبانية، شريط الأحداث التي وقعت في مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو المنصرم، جراء محاولة عبور مهاجرين غير نظاميين السياج الحدودي، من خلال مقاطع فيديو وشهادات محددة الموقع الجغرافي للعديد من المشاركين فيها، كما سلطت الضوء على الشكوك التي لا تزال تخيم على المأساة.

وبحسب الصحيفة ذاتها، أكد مهاجر سوداني يبلغ من العمر 21 عاما تمكنه من دخول مدينة مليلية، على أن الشرطة المغربية أهملتهم 24 ساعة لمغادرة المكان، وإذا لم يستجيبوا فسوف يتم استعمال العنف في حقهم، مشيرا إلى أنه وفي صباح اليوم الثاني توجهوا إلى سياج مليلية.

وفي وقت مبكر من يوم الجمعة، توجه طابور من حوالي 1700 شخص، أغلبهم من السودانيين إلى السياج الحدودي بحسب المقاطع المصورة، مشيرا إلى أن الحرس المدني الإسباني تلقى إشعارا بأن بعض المهاجرين المغاربة سيتوجهون عند الساعة 6:30 صباحا إلى المعبر، قائلا: “إنهم ذاهبون إلى هناك، سنحاول منعهم من الوصول”.

وبحسب المصدر، كان البشير، وهو سوداني يبلغ من العمر 20 عاما، من بين أوائل المهاجرين الذين وصلوا إلى داخل المركز الحدودي، متسلقا جدار يبلغ طوله حوالي مترين، يتوج بمترين آخرين من الأسلاك الشائكة، وقفز إلى الداخل، حيث كان هناك الكثير من المهاجرين عندما نظر إلى الوراء، فرأى السياج ينهار خلفه مع حوالي 40 شخصا يتسلقون عليه، قائلا: “عندما سقطوا، لم يبقوا هناك، بل نهضوا جميعا مرة أخرى، باستثناء واحد أو اثنين، ربما مع إصابات على مستوى الساق”، مبرزا “قالت الحكومة المغربية إن الناس ماتوا بسبب السقوط، وهذه كذبة”.

كما يؤكد الناجون الذين تمكنوا من دخول مليلية، أن القوات المغربية لم تعترض طريقهم وأنهم تمكنوا من الوصول إلى الحدود دون مشاكل. وواصل البشير بحسب المصدر، “كانوا يدركون أنهم لا يستطيعون الإمساك بنا في الأدغال، لأن الارتفاع أعطانا ميزة، وكنا في وضع مرتفع وكانوا في الأسفل، لم يتمكنوا من فعل أي شيء، لذلك انتظروا وصولنا”.

بعد رؤية الانتشار المغربي في المكان، تراجع بعض المهاجرين خائفين، كما تمكن آخرون من الوصول إلى الموقع غير المحمي، ودخل المهاجرون المجمع على عدة جبهات، في حين قامت القوات المغربية، المسلحة بمعدات مكافحة الشغب، بحبسهم، ومحاصرتهم وقطع أي إمكانية للتراجع، كما أطلقوا كرات مطاطية وألقوا عبوات من الدخان والحجارة، وتسلق بعض المهاجرين أسطح نقاط التفتيش التابعة للشرطة، في حين تسلق آخرون سياجا جانبيا.

يقول البشير، وفقا للمصدر، “عندما دخل الناس المجمع الحدودي، شكلت الشرطة جدارا، ولم تترك مجالا لأي شخص للركض أو القفز، وأطلقت الغاز. أما أولئك الذين كانوا محاصرين، بالكاد تمكنوا من تحديد موقع أنفسهم في وسط الدخان.. لم يستطع الكثير من الأصدقاء التنفس، ولم يعرفوا حتى أين هم”، مضيفا “هذه هي اللحظة التي تنتهي فيها القصة، لا يمكنك فتح عينيك، ولا ترى أي شيء”.

وأشار المصدر إلى أنه “لم يكن من السهل فتح الأبواب التي تتيح الوصول إلى الجانب الإسباني، كما  استخدم المهاجرون مطرقة ثقيلة وشعاعية لهزيمتهم”، وأضاف البشير “كان هناك الكثير من الغاز ولم نتمكن من فتح الباب، وعندما فتحوا، كنت خلفهم مباشرة، وكان هناك أشخاص أغمي عليهم، وعندما سقطوا، لم يرهم الآخرون وكانوا يمرون فوقهم. وجرى تطويق الطريق تماما مع تراكم أشخاص فوق بعضهم البعض”.

وفي الوقت نفسه، “أعيد العديد من المهاجرين الذين تمكنوا من دخول مدينة مليلية المحتلة، في تعاون مع رجال الدرك المغربي، الذين ضربوا المهاجرين بالعصي على ظهورهم لإعادتهم إلى المغرب. وبعد الحادث، سحبت الشرطة الضحايا إلى الخارج، وكدسوا عشرات الجثث على الأرض عند سفح السياج، كما أن الصور لا تميز من هو على قيد الحياة ومن هو ميت”، وفقا للمصدر.

وكشف المصدر ذاته أن “أول سيارات إسعاف وصلت إلى المكان كانت حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، كما يقول الشاب، لكن لم يكن هناك ما يكفي لجميع الجرحى”. وتؤكد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي لعبت دورا حاسما في إدانة ونشر صور المأساة، أن المساعدات كانت بطيئة للغاية، لافتا أحد أعضاء الجمعية بقوله: “تمر تسع ساعات تقريبا بين أول وآخر عملية نقل بسيارة إسعاف”، مردفا “خلال تلك الساعات التسع، لم تكن هناك خدمة طبية إغاثية على الأرض”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *