تزامن رمضان مع موجة غلاء الأسعار.. باحث لـ”بلادنا24″: يحتاج إلى إنفاق ذكي

يتزامن شهر رمضان هذه السنة، مع موجة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، وهو ما يجعل فئات اجتماعية غير قادرة على اقتنائها، سيما وأن مائدة الإفطار تتطلب مبالغ مالية، إذ تحضر فيها التقاليد والعادات، وغيرها من المتطلبات الموروث. في حين، وبفعل موجة الغلاء، من شأن موائد الإفطار أن تعرف نقصا في المأكولات و”الشهيوات”، وهو ما يتطلب تدبيرا ذكيا وإنفاقا عقلانيا طيلة أيام هذا الشهر.

وفي هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي، والباحث في التمظهرات الاجتماعية، جمال حدادي، أن “السلوك الإنفاقي أو التدبير الانفاقي من درجة الإنفاق العادي إلى الإنفاق الذكي، والمرتبط فقط بشهر رمضان، في ظل كثرة المتطلبات غير المرتبطة بطقس رمضان ولا بالدين الإسلامي، بل مرتبطة ببعض التقاليد التي ورثناها وأصبحت في بعض الأحيان جبرا على موائدنا”.

وأضاف الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، في تصريح ل”بلادنا24“، أنه مثلا، “الشباكية” أو “لحريرة”، “الزميطة” ومجموعة من الأكلات التي أصبحت من الضروري أن تحضر في مائدتنا وتكلف غلافا ماليا وصفه ب”الكبير”، “تكون في غالب الأحيان مضرة بالصحة، بدليل تدخلات الأطباء، إذ أشاروا إلى أن العديد من الأكلات التي توضع في مائدة الإفطار خلال شهر رمضان ليست صحية، بل تتسبب في أمراض وأعراض تظهر فيما بعد طورتها”.

وتابع حدادي، “نحن في زمن الغلاء الذي تفرضه ظرفية دولية، والتضخم، وقلة الموارد التي تكون في غالب الأحيان متوفرة في هذا الشهر”، قبل أن يضيف، “نلاحظ أن بعض الخضر عرفت قفزة نوعية وتضاعف ثمنها بفعل كثرة الإقبال، والمثير هو أن سلوك المواطن في بعض الأحيان يكون مساندا لهذا الغلاء، إذ يضاعف الطلب على الفواكه التي تعرف ارتفاعا في الأثمنة، لا لشيء وإنما يضطر لشرائها كي لا يقتنيها جاره أو منافسه”.

وأكد جمال حدادي، أن “مثل هذه الأمور يجب أن ينتبه لها الإنسان، وأنه إذ كانت مادة غير متوفرة فالزهد فيها أحسن، وتعويضها بمواد أخرى أو العزوف عنها، لأن وجودها من عدمها بمائدة الإفطار لن يفسد الإفطار ولا الصوم”.

وبخصوص العادات الإنقاقية، يقول الباحث في التمظهرات الاجتماعية، “هناك عامل آخر، حيث هناك بعض الأشخاص يطغى ويغلب عليهم التفكير في أن هذه العادات الانفاقية هي مرتبطة بالدين الإسلامي، حيث يتم الحديث عن كون أن شهر رمضان مكلف ماديا ويعقبه عيد الفطر والأضحى، ناهيك عن الألبسة، وهي نفقات مرتبطة بسلوك الإنسان فقط”.

وتحدث عن أن مدينة وجدة تعرف رواجا كبيرا، “حيث هناك إقبال على الفطائر والعجائن والحلويات ومواد لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالصحة، إذ تتسبب في الكثير من الأحيان في مشاكل صحية ومادية”، مبرزا أن شهر رمضان يأتي وسط السنة، وحنا كنصرفو 11 لشهر بطريقة عشوائية، فهذا الشهر وسيلة من بين وسائل التفكير في ترشيد النفقات ومراجعة السلوك الانفاقي، والإنفاق بطريقة ذكية”.

وخلص المتحدث، إلى أن “شهر رمضان يلتحم هذه السنة مع موجة غلاء الأسعار التي يعرفها العالم، إذ هناك دول لديها القوة الشرائية، ودول أخرى لا تتوفر على القدرة، ونحن من بين الدول التي لديها قدرة شرائية نوعا ما ليس بتلك القوة لدى الدول الأخرى. ونحن أولى من ترشيد نفاقتنا واستهلاكها استهلاكا ذكيا والاكتفاء بما هو بسيط، لأن شهر رمضان هو شهر لتغذية الروح، وليس لاقتناء مواد وتركها تضيع على مائدة الإفطار دون استهلاكها”، على حد قوله.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *