شفشاون.. شبح الانتحار يخيم على أبناء الإقليم الأزرق

بلادنا24- مريم الأحمد|

حينما تكثر المصائب، تتوجه الأنظار نحو معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك. وبالنظرة العامة، فإن أكثر ما يبدو للعيان ويتجسد بشكل فعلي المخدرات، الإدمان، الانتحار، التخلف الفكري، وفقدان الوعي الجماعي، كل هذا ينطق بالأسباب ويؤدي إلى النتائج ترى ماذا يحدث في الشاون؟
 
شفشاون تلك المدينة الزرقاء الوادعة بين الجبال والوديان تعيش هذه الظاهرة، ظاهرة انتحار الشباب على مسمع ومرأى الساكنة الذين يتساءلون عن الأسباب والمسببات.
 
في تصريح لرئيسة جمعية “نعم للحياة شباب ضد الانتحار” هاجر الشليح لجريدة “بلادنا24” أشارت إلى أن الأسباب غير معروفة ظاهريا، ولكن في أعماق المشكلة يكمن الادمان لدى فئات كثيرة من الناس لكنه ليس السبب الوحيد بل يضاف إليه الفقر وما ينتج عنه من مشاكل اجتماعية ومشاكل نفسية قد تؤدي إلى الانتحار الذي طال فئات عمرية في مدينة الشاون رجالا وشبابا وأطفالا.
 
واستطردت قائلة” لم تعرف الأسباب المؤدية إلى ظاهرة الانتحار لاسيما عند الأطفال وهذا ما يخلق مشكلة اجتماعية ينبغي علينا، جمعيات ودولة، أن نسعى إلى دراسة هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها ثم تنفيذها عمليا للقضاء على هذه الظاهرة أو التقليل منها إلى حد كبير.
 
وبتأثر شديد أردفت قائلة “إن الشاون تعيش حزنا وتعاني ألما من استشراء هذه الظاهرة التي كان لها وقع شديد على نفوس الناس الذين احتاروا في تفسير مسبباتها لاسيما عند الأطفال” منومة إلى أن اقليم الشاون تعيش هشاشة اجتماعية واقرا شديدا مع غياب الوعي والإدراك لخطورة هذه الظاهرة التي يعانون منها معاناة شديدة.
وأضافت بالقول” طرقت أبواب وزارة الأسرة والتضامن للتحذير من خطورة الوضع الذي نعيشه ولطلب العون في إرسال متخصصين نفسيين للقيام بدراسة ميدانية بغية الحصول على حل مفيد لهذه الفئات العمرية، كما ترددت مرارا على هذه الوزارة فما وجدت إلا التسويف و”الحضور مرة أخرى” لأنهم سينفذون ذلك ولكن للأسف بدون جدوى لحد الآن”.
وصرحت المتحدثة أن “جميع حالات الانتحار تتم شنقا، وحوالي سنة ونحن نشهد ارتفاع نسبة هذه الظاهرة الملفتة للنظر في غياب فرص العمل إثر جائحة كورونا وغلاء الأسعار مما خلف جروحا عميقة لدى الناس الذين عانوا كثيرا من الفقر والمرض والجوع ذلك الثالوث الخطير الذي يفتت بنية المجتمع تفتيتا كبيرا مما يجعل شبح الموت يتراءى لكل الكثير من أبناء هذا الاقليم الجميل.
إن ظاهرة الانتحار اليومي في اقليم الشاون كما تقول هاجر الشليح أصبحت مألوفة لدى الناس دون مراعاة للجانب الانساني فحياة المرء في الشاون مهددة بالفقر أو الموت البطيئ علما بأنها مدينة تستحق كل رعاية واهتمام لما تمثله من جمال طبيعي ووجهة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، فالمدينة الزرقاء تعيش الحلم الأزرق فهل يتحقق هذا الوعد؟.
تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *