سنة انتخابية ساخنة بإسبانيا.. هل ستنعكس نتائجها على العلاقات مع المغرب؟

تتجه الأنظار نحو إسبانيا، والكل ينتظر ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات المقبلة، لما لها من انعكاسات على العلاقات الدولية، وتغير في الخريطة السياسية بالبلاد، أمام بروز صراعات قوية بين الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقود الحكومة، والحزب الشعبي المعارض، والذي تم اتهامه من قبل وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بالتسبب في أزمة كبيرة مع المغرب إذا وصل إلى السلطة.

سنة انتخابية ساخنة

وفي هذا الصدد، قال الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، نبيل دريوش، إن إسبانيا تعيش على إيقاع سنة انتخابية بامتياز، حيث تنتظرها مواعيد انتخابية، وصفها بـ”المهمة”، وأولى هذه المحطات، هي الانتخابات البلدية والإقليمية، نهاية شهر ماي المقبل، والتي تعد ترمومترا للانتخابات التشريعية، أو ما يعرف بـ”الانتخابات العامة”، حيث تعكس توجهات الناخبين، وتعد استفتاء وطنيا إزاء الحكومات، لاسيما أن هذه الانتخابات تكون مدخلا للانتخابات التشريعية.

وأشار نبيل درويش، في تصريحه لـ”بلادنا24“، إلى أن آخر استطلاع لآراء الناخبين الإسبان الذي أصدره مركز الأبحاث الاجتماعية، الذي يعد مؤسسة مرجعية في هذا الباب، خلال شهر فبراير الماضي؛ فإنه مازال يعطي تقدما للحزب الاشتراكي، على حساب الحزب الشعبي، الذي تقدم بنقطة أكثر خلال هذا الاستطلاع، لكنه لم يتجاوز بعد الاشتراكيين الإسبان.

تراجع حزب “بوديموس”

ولفت الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، أن الملاحظ هو أن حزب “بوديموس”، الذي يعتبر حليفا للحزب الاشتراكي، عرف تراجعات، وتضررت صورته نتيجة الجدل الذي خلقه قانون الحريات الجنسية، الذي تبناه الحزب، ودافع عنه، وأدى في نهاية المطاف إلى تقليص العقوبات السجنية على بعض مرتكبي اعتداءات جنسية، عكس ما كان مرجوا منه.

وأوضح دريوش، أن الاستطلاع حمل جمودا بالنسبة لحزب “فوكس” اليميني المتطرف، الذي حقق صعودا لافتا خلال انتخابات 10 نونبر 2019، وتراجعا مهددا بالاختفاء من الخارطة السياسية الوطنية لحزب “سيودادنوس” الليبرالي.

وأكد الخبير، أن الأزمة الاقتصادية، والتضخم، والأزمة الطاقية الناتجة عن سياقات الحرب في أوكرانيا، تعد أهم المشاكل التي تواجه الحكومة الائتلافية، علاوة على عدم الرضى عن تدبير ملف كاتالونيا، رغم تراجع موجة الانفصال، ومشاكل تدبير التعايش داخل الحكومة مع حزب “بوديموس”، تبقى أهم العقبات التي تعترض هذه الحكومة.

الحزب الشعبي وتصيد أخطاء سانشيز

ويرى الباحث السياسي، أن الحزب الشعبي المعارض، بقيادة نونيث فيخو، لم يستطع إلى حدود الساعة،  تحقيق أي إحراج حقيقي لغريمه الاشتراكي، وتقديم خطاب معارض قوي، يقنع الناخبين، ويقلب استطلاعات الرأي، “فهو يركز على هفوات وأخطاء رئيس الحكومة، أكثر من تركيزه على تقديم بديل مقنع للناخبين، خصوصا المترددين”، لتحقيق ما وصفه بـ”التجاوز المأمول”.

وأبرز نبيل دريوش، أن هذه السنة الانتخابية مفتوحة على جميع الاحتمالات، “ويمكن أن تتغير المعطيات في أية لحظة، ولا يمكن التوفر على رؤية واضحة، إلا بظهور نتائج الانتخابات البلدية والإقليمية، التي ستعكس بمصداقية أكبر توجهات الناخبين، والخريطة السياسية الحقيقية بإسبانيا”.

انعكاسات الانتخابات الإسبانية على العلاقات المغربية

وأكد المتحدث، على أن “الانعكاسات ستكون مرتبطة بالحزب الذي سيفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة، وأنه لا يمكن الحديث عن الانعكاسات دون معرفة نتائج هذه الانتخابات، أو على الأقل اتضاح الخريطة السياسية خلال الانتخابات البلدية والإقليمية المقبلة”.

وخلص الخبير، في تصريحه لـ”بلادنا24“، أنه “في جميع الأحوال، فالعلاقات بين البلدين باتت ذات بعد استراتيجي، ومهمة، مهما كان لون الحزب الفائز، حيث هناك مصالح للدولة الإسبانية مع المغرب، ولا يمكن القفز عليها، كونها مرهونة بالموقف الجديد للدولة، بخصوص قضية الصحراء المغربية، فحتى الخطابات السياسية الحالية للمعارضة، هي خطابات مرتبطة بالجو الانتخابي، ولا تعكس حقيقة مواقف هذا الحزب لو وصل إلى السلطة”.

بلادنا24كمال لمريني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *