سائق مهني: الاكتفاء بحملات للردع ليس حلا لظاهرة “النصب”

تشهد مدينة مراكش حملة واسعة من طرف السلطات، على سائقي سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة المخالفين للقانون، وذلك على خلفية شكايات مواطنين وسياح، بسبب مضاعفة السائقين للتسعيرة المحددة.

وذكرت بعض المصادر أنه تم تسجيل 46 مخالفة، وذلك في إطار الحملة التي شنتها السلطات، بهدف محاربة هذه الظاهرة، منذ انتشار فضيحة نصب واحتيال سائق سيارة أجرة بالمدينة الحمراء على سائح أجنبي، وتم توثيق الواقعة بفيديو مصور، انتشر بشكل واسع خلال الأسابيع الماضية.

وحسب نفس المصادر، فقد تم سحب رخصة الثقة من سائقي سيارات الأجرة التي تم تسجيل المخالفة في حقهم، لمدة تتراوح بين شهر وشهرين.

وفي هذا الصدد، صرح الكاتب الإقليمي لسيارات الأجرة الصغيرة بنقابة الاتحاد العام الديمقراطي للشغالين بالمغرب، محمد الحركاني، لـ”بلادنا24“، أن “هذه الحملة التي تقودها السلطات الولائية على المخالفين، من سائقي سيارات الأجرة سواء الصغيرة أو الكبيرة، والتي تهم مسألة مخالفة التعريفة القانونية، وعدم الالتزام بالتسعيرة المحددة، وكمهنيين نحن مع القانون، وأي مخالف للقانون فليتحمل مسؤوليته”.

وأكد المتحدث ذاته، على أن “الاكتفاء بالحملات لردع هؤلاء المخالفين في نظري، ليست الحل الوحيد والأمثل للحد من هذه الظاهرة، والتي انتشرت بناء على مجموعة من الاختلالات والعوامل، وهي التي أدت إلى انتشار مثل هذه السلوكيات، ومن بينها كون قطاع سيارات الأجرة بصنفيه هو قطاع غير مهيكل، وكذلك عدم التوازن فيما يخص عدد رخص الثقة الممنوحة للسائقين، والتي تبلغ 32 ألف رخصة، مقابل 3600 أو 3700 تاكسي ما بين سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، وعندما نقارن الأرقام بين عدد الرخص الممنوحة وسيارات الأجرة، نلاحظ فارق مهول بينهما، وهنا أستحضر المثل الشعبي، “قالوا باك طاح في السوق قالوا من الخيمة خرج مايل””.

وأضاف الحركاني، أن “هذه السلوكيات والعوامل هي ليست مبرر لمثل هذه السلوكيات، لكنها سبب من بين الأسباب المؤدية لهذه النتائج، وفي الحقيقة، هناك مجهودات، لكن ما هو غائب هو الاستمرارية في العمل”.

وأفاد محمد الحركاني، على أنه “ليس هناك حقوق للحماية من جشع المضاربين، وهم المستغلين المتطاولين على هذا القطاع، بحيث احتكروا مجموعة من المأذونيات، مستغلين فائض رخص الثقة، ويطلبون من السائقين مبالغ خيالية في “الروسيطة”، وستبقى الفوضى مادامت الإدارة لم تهيكل القطاع، ولم تتصدى لهذه المسائل البنيوية، كي يناسب العرض والطلب لخلق التوازن، ولكيلا يكون السائق تحت ضغوط “الباطرونات” الجدد الجشعين، الذين يطالبون بـ”روسيطة” خيالية، إذن إذا اقتصرت العملية فقط على الزجر، فلن نصل للنتائج المرجوة”.

خديجة حركاتصحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *