“راك غادي فالخسران أحمادي”.. مشوار فني ساطع انتهى بصاحبه إلى “الإهمال”

“راك غادي فالخسران أحمادي”.. عبارة غزت منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح المغاربة يوظفونها للتعبير عن السخرية من موقف أو قضية ما، ووصل صداها إلى فضاء السياسة، خاصة خلال فترة جائحة كورونا، وذلك تعليقا على القرارات التي كانت تتخدها الحكومة آنذاك.

هذه العبارة كانت لا تغيب عن تدوينات رواد منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة السابقة بقيادة سعد الدين العثماني، تتخذ قرارات فجائية مرتبطة بالجائحة، وبقيت راسخة لحد اليوم.

لكن صاحبها غادرنا إلى دار البقاء بعدما أنهكه المرض، وانهزم أمامه. إنه الفنان نور الدين بكر، من بين أشهر الفنانين الكوميديين في المغرب، رحل إلى دار البقاء، صباح اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 70 سنة، وخلف وراءه صدمة كبيرة في الوسط الفني.

من مسرح الهواة.. بدأ المشوار الفني 

بين دروب درب السلطان بالمدينة العتيقة للدار البيضاء، ولد الفنان نور الدين بكر سنة 1952، ومن مسرح الهواة “الأخوة العربية”، بدأ مساره الفني وهو لا يتعدى العشر سنوات، تعلم أبجديات “الحرفة” آنذاك، على يد الفنان الراحل عبد العظيم الشناوي.

حظي نور الدين بكر بثقة فرقة مسرح الحي في التسعينيات، وقدم مسرحيات كانت تعتبر من أفضل المسرحيات آنذاك، “شرح ملح”، “حب وتبن”. ولم يقتصر الراحل على تأدية الأعمال المسرحية فحسب، بل كانت سنة 2000، نقطة تحول في مساره الفني، حينما دخل بيوت المغاربة وأطل عليهم في المسلسل الشهير “سرب الحمام”.

نور الدين بكر.. بين مطرقة المرض وسندان الإهمال 

شكلت سنة 2021 نقطة تحول في مسار نور الدين بكر، إذ أصيب بمرض سرطان الحنجرة، ولم يعد يقوى على النطق، فأضحى طريح الفراش، ما جعله يتابع معالجته الصحية في إحدى المستشفيات بمدينة الدار البيضاء.

ضحى بالغالي والنفيس، وأعطى الكثير للساحة الفنية، ودخل قلوب ملايين المغاربة، ليجد نفسه على فراش المرض، دون أدنى تدخل من المشرفين على الميدان، وعلى رأسها وزارة الثقافة.

“الفنان كيخدم مرا في ست سنوات، ضمنو ليه العيش الكريم”، بهذه العبارة عبر الفنان الراحل، في إحدى التصريحات الإعلامية السابقة، عن غضبه حيال المشاكل التي يعاني منها بعض الفنانين، مطالبا المسؤولين بتقنين المهنة.

وأشار بكر إلى أنه يحاول قدر المستطاع  أن يحارب “الإهمال” و”التهميش”، وأن يشتغل في العديد من الأعمال الفنية التي تناسبه.

وطالب الراحل، المشرفين على الأعمال الفنية المتنوعة، بأن يقدموا له أدوارا تليق به وبمكانته، قائلا: “ما عندي كندير راه هدشي باش كنعيش، حياتي هي الفن، مكنعطيش لولادي أكثر من الفن، في الوقت اللي هما محتاجيني”.

“ألم الفراق” يخيم على  الساحة الفنية

تفاعل عدد من المشاهير مع وفاة نور الدين بكر، وعبروا عن حزنهم في وفاته، كما نشروا عبارات التعزية عبر حساباتهم الشخصية على منصة تبادل الصور والفيديوهات “انستغرام”.

“خليتي بزاف غاديين في الخسران ومشيتي عند الله.. الله يرحمك ويوسع عليك، إنا لله وإنا إليه راجعون”، هكذا نعى الإعلامي صامد غيلان، الراحل نور الدين بكر، عبر منصة “انستغرام”.

وبدورها، نشرت الفنانة حنان الفاضلي، صورة لها تجمعها رفقة الراحل في السلسلة الكوميدية “بنات سي الطاهر”، والتي بثت خلال شهر رمضان المنصرم، على شاشة القناة الأولى، وعلقت بالقول: “كان آخر عمل اللي جمعني مع المرحومين، البقاء لله، الله يرحمك عمي نور الدين بكر، أحلى ذكريات طفولتي، كنت من صناع الفكاهة الحقيقية متعتينا بروحك المرحة وخفت دمك، كنت صديق وأخ للمرحوم أبي الله يرحمكم ويرحم جميع المسلمين”.

بدوره، عبر الفنان الشعبي، حاجب، عن حزنه في وفاة بكر، وكتب: “الله أكبر، الله أكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون، الممثل القدير نور الدين بكر في ذمة الله، اللهم ارحمه واجعله من أهل الجنة يا رب العالمين وارزق أهله الصبر والسلوان”.

وتقاسمت الفنانة دنيا بوطازوت، صورة قديمة للراحل مع جمهورها، وعلقت عليها بالقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون، الفنان الكبير نور الدين بكر يغادرنا إلى دار البقاء في يوم الجمعة المباركة. اللهم ارحمه واغفر له والحقنا به مؤمنين وارحم يا رب جميع أمواتنا”.

بلادنا24 –  صفاء بورزيق 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *