“خو خواتاتو” يتفوق هذه السنة.. ويعيد ثقة الجمهور في “السيتكومات”

ككل سنة، يعود النقاش حول جودة الأعمال الكوميدية إلى الواجهة، بين صفوف المشاهدين، خاصة “السيتكومات”، أو ما يسمى بـ”كوميديا الموقف”، التي تعتمد غالبا على شخصيات وأماكن محددة، تدور حولها قصص وأحداث ،يتم معالجتها بطريقة كوميدية وهزلية.

وخلال الموسم الماضي، شهدت التلفزة المغربية أعمالا كوميدية متنوعة، رغم الانتقادات التي تطاردها كل مرة، ومطالب بتوقيفها من طرف الجمهور. ففئة كبيرة من المشاهدين، ترى أن الكثير من السلسلات تفتقد إلى السيناريو الجيد، وتتناول مواضيع “تافهة” و”مبتذلة”.

كما أن أغلبها لا تعتمد بالأساس على المواقف، بل ما يسمى بـ”التهريج” فقط، مما يعرضها للسخرية، وتوصف بـ“الحامضة”.

 “خو خواتاتو”

لكن المفاجأة هذه السنة، كانت سلسلة “خو خواتاتو”، التي أجمع الجمهور على أنها تعد “نقطة ضوء”، و”نقلة نوعية” في هذا الصنف من الأعمال، بعد كل هذه السنوات الأخيرة التي عبر فيها المشاهد المغربي عن شعوره بخيبة الأمل والإحباط تجاه الأعمال الكوميدية.

كما اعتبر الجمهور، أن “خو خواتاتو”، يعد أفضل عمل وسيتكوم كوميدي في السنوات الأخيرة، محققا نسب مشاهدة عالية، لأنه اعتمد بالأساس على كوميديا الموقف، وحاول إيصال مختلف الرسائل الهادفة إلى المتلقي، حيث نجح كتاب السيناريو، وهما الفنانين عدنان موحجة ويحيى الفاندي، كعادتهما، في تقديم عمل “متكامل”، سواء من ناحية الحوار، اختيار الممثلين، التجسيد أو قصة السيتكوم “المميزة”، التي تسلط الضوء على قيمة الأخ الأكبر داخل الأسرة.

فالعمل من إخراج عبد الرفيع عبديوي، ذات رؤية إخراجية “خاصة”، تدور أحداثه حول أسرة مكونة من سبع أخوات، وأخ وحيد بينهن، فبعد وفاة الوالدين، أضحى الأخير هو المعيل والمسؤول الأول عن أمور البيت وحياة أخواته السبع، لذلك قرر أن يترك الدراسة والتفرغ للعمل في محل والده المتوفي، الخاص ببيع مواد التجميل.

كما لعب الطاقم التمثيلي، دورا كبيرا في نجاح العمل، المكون من أسماء فنية متألقة في التمثيل، من قبيل هند بنجبارة، مونية لمكيمل، بديعة الصنهاجي، عادل أبا تراب، فضيلة بنموسى، يحيى الفندي، عدنان موحجة، وغيرهم، إلى جانب بعض الفنانين الذين أبهروا الجمهور بمواهبهم في التجسيد، في أولى تجاربهم، أبرزهم المغنية دعاء اليحياوي.

 “أمولا نوبة”

وفي المقابل، نجد سلسلة “أمولا نوبة”، من إخراج الفنانة سامية أقريو، التي تشرف لأول مرة على هذا الصنف من الأعمال منذ بداية مشوارها الفني.

فمن خلال آراء الجمهور، ونسب المشاهدة التي حققها العمل، الذي لا يزال يعرض على القناة الأولى، يبدو أن أقريو لم تتوفق في هذه المهمة، باعتباره العمل الكوميدي “الأضعف” هذه السنة، وفق تعبير المشاهدين.

فـ”السيتكوم” لم يرقى إلى تطلعات الجمهور، ولم يحظى بأي اهتمام، نظرا لعدة أسباب، أهمها، البرمجة “السيئة” للعمل، رغم أنه عرض بعد رمضان، بعيدا عن الزخم الفني الذي عرفته التلفزة المغربية هذا الموسم، إضافة إلى تجسيد الممثلين “المبالغ فيه”، معتمدين على “التهريج” و”الإضحاك بالكلام وتغيير تعابير الوجه بدل كوميديا المواقف”، وأيضا “الكتابة الضعيفة للعمل”.

كما اعتبرت فئة كبيرة من الجمهور، أن بعض الأسماء الفنية الكبيرة المشاركة فيه، تقدم أداء أفضل وتتألق في الأعمال الدرامية.

ويتضمن سيتكوم “أمولا نوبة”، 30 حلقة، تدور أحداثها حول طبيب، يفقد الذاكرة خلال حادث، ويتعرض بعد ذلك لعملية نصب، فيجد نفسه متزوجا وله أطفال، وبعد مرور عشر سنوات، تعود له الذاكرة، فيكتشف أن له زوجة أخرى وأبناء.

وجمعت السلسلة، بين جيلين من الممثلين، المتمرسين منهم والشباب الذين يخطون خطواتهم الأولى في المجال الفني، أبرزهم نعيمة إلياس، نورة الصقلي، فاطمة الزهراء قنبوع، عزيز حطاب، الزوبير هلال، مونية المكيمل، غيثة عصفور، وغيرهم.

“ديرو النية”

ويأتي في المرتبة الأخيرة، سيتكوم “ديرو النية”، الذي عرض على القناة الثانية، خلال شهر رمضان الماضي، وطالته انتقادات واسعة، ككل سنة، نظرا لتضمنه نفس الوجوه الفنية التي تكرر نفسها، إضافة إلى ضعف السيناريو، وغياب الموضوع، وفق آراء المشاهدين.

فمخرجته صفاء بركة، اعتمدت على مواقف كوميدية “فارغة” من المحتوى، و”لا تحمل أي إضافة”، ثم “لا تحترم ذكاء المشاهد”.

رغم أن العمل يجمع ثلة من الفنانين المتمرسين في المجال، ولهم خبرة كبيرة، من قبيل محمد الخياري، عبد الخالق فهيد، زهور السليماني، جميلة الهوني، ابتسام العروسي، مهدي فلان، نرجس الحلاق، يسار، وغيرهم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *