حول جدل “لاكادونص” وتوقيف العشرات أفطرو علنا.. أبو حفص لـ”بلادنا24″ : دينيا لا نجد عقوبة محددة للمفطر في رمضان

أعادت قضية مداهمة فرقة من الأمن لمقهى la cadence بالدار البيضاء الجدل المثار كل عام حول الحريات الفردية بين المعارضين بتجريم الإفطار، والمؤيدين له من منطق الردع والزجر.

ورغم التزام المغرب من خلال الدستور والمواثيق الدولية باحترام الحقوق والحريات العامة، إلا أن القانون الجنائي من خلال الفصل 222 كان صريجا في هذه المسألة، وإذ يعاقب كل  مجاهر بإفطاره دون عذر بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وبغرامة مالية تتراوح من 12 إلى 120 درهم، وقد نادت عدة جهات حقوقية وشعبية بإلغاء هذا الفصل على اعتبار أنه لا ينسجم وروح الدستور والمعايير الدولية لحقوق الإنسان

من جهته، قال محمد عبد الوهاب رفيقي باحث في الفكر الإسلامي في تصريح لـ”بلادنا 24″ “مبدئيا لا يمكن لوم الشرطة أو الأجهزة الأمنية على القيام بعملهم في الاعتقال لأن ذلك ليس إلا تطبيقا للقانون والفصل 222 من القانون الجنائي الذي يعاقب على الإفطار العلني مما يستوجب التوقيف والاعتقال”.

أضاف المتحدث ذاته، “بالتالي لا يمكن توجيه اللوم إلى الاعتقال، بقدر ما يمكن الحديث عن القانون نفسه، وطرح تساؤل “هل مازال المغرب بكل ما حققه من تقدم وتطور في حقوق الإنسان متشبتا بمثل هذا القانون القديم، أم أنه يتعين أن يمنح للناس حريتهم، ومن شاء أن شاء أن يصوم، ومن شاء أن يفطر”.

واستطرد رفيقي قائلا” يجب فتح نقاش في الموضوع على مستوى البعد الديني والفكري وإثارة أسئلة من قبيل هل توجد عقوبة للمفطر أساسا في الإسلام؟، ومن الذي اخترع قانون الإفطار العلني؟ لأننا في الفقه الإسلامي لا نجد عقوبة محددة للمفطر في رمضان”.

وأردف الباحث نفسه” من ناحية أخرى الثقافة الاجتماعية للمغاربة لا تسمح القيام بهذه الأعمال، بغض النظر إن كانت هذه الثقافة سليمة أم خاطئة، ولكن هذا هو الواقع التي تحكمه هذه الثقافة، لأن الإفطار العلني يستهجن من قبل الناس، وبالتالي إذا قلنا أن لأي شخص الحق في أن يفطر بحسب قناعاته فإن إفطاره أمام الناس سيؤدي إلى إثارة حفيظتهم، وستهدد سلامته للخطر”.

وتابع حديثه “الموضوع أعقد مما نتصور، فهو موضوع ديني، واجتماعي، وثقافي، وقانوني تشتبك فيه كل هذه المحاور، لكن حتى وإن كان الإنسان مقتنع بالإفطار، يجب في المقابل أن يراعي ثقافة مجتمعه”.

واعتبر رفيقي أن  حماية النظام العام والسلم الاجتماعي أمر واجب مراعاته، داعيا إلى تغير الوعي لدى الناس، وأن يصبح الناس أحرارا في ممارسة ما يشاؤون دون أن يكون هناك رد فعل من طرف المجتمع.

وتجدر الإشارة، أنه جرى مداهمة فرقة من الأمن لمقهى la cadence   بالدار البيضاء، وهي مقهى تفتح أبوابها نهارا لاستقبال المفطرين، مما أدى إلى اعتقال جميع المتواجدين بالمقهى زبناء وعاملين وهناك من يقرهم بالعشرات.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *