حرق الجزائريين ورميهم من الطائرات. غيض من فيض لـ”جرائم فرنسا في الجزائر”

لا شك أن جرائم الاستعمار، ظلت في ذاكرة كل الجزائريين، وكل الأفارقة والعرب، بالنظر لبشاعة ما قامت به الفرنسيس، في حق شعوب القارة الإفريقية بشكل عام، وجرائم فرنسا في الجزائر، على وجه الخصوص .

وبالتالي فالغضب الذي رافق زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للجرائر لا يمكن وصفه إلا بـ”المبرر”، وذلك بالنظر للجرائم التي قادها الاستعمار الفرنسي في حق الجارة الشرقية.

فجرائم الاستعمار، التي كانت هناك، كتب عليها عدد من المؤرخرين الجرائريين، والفرنسيين على حد سواء، بالنظر لـ”بشعاتها”.

“جرائم فرنسا في الجزائر” كتاب ضمن العشرات إن لم نقل المئات، التي وثقت لتلك المرحلة من الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

الكتاب لـ”سعدي بزيان”، طبعة 2005، الذي وثق لتلك المرحلة من خلال مجموعة من التواريخ والأحداث، تكشف بالملموس مدى بشاعة ما قامت به باريس ضد الجزائريين.

ومن خلال مجموعة من المراحل، بداية بـ”جرائم فرنسا في الجزائر من الجنرال بيجو إلى الجنرال أوساريس”.

“BATAILLE D’ALGER”

 

ويقول الكاتب حول هذه المرحلة، أن “جرائم فرنسا في الجزائر لم تبدأ مع ثورة نوفمبر 1954 ولا مع ما يطلـق علـيـه فـي أدبـيـات المؤرخيـن الفرنسيين ” معـركة الجزائر “BATAILLE D’ALGER ” التي قادهـا الجنرال بول أوساريس تحت قيادة الجنرال ماسوسـنة 1957 والتي أدت إلى إلقاء القبض على الشهيد العربي بن مهيدي والمناضل ياسف سعدي وما أسفر عنها من مقتل الشهيد علي لابوانت والشهيد علي بومنجل وغيرهم كثيرون”.

ويضيف الكاتب في كتابه، “بل هي سلسلة متواصلة في جرائم الإستعمار الفرنسي ضد الإنسانية في الجزائر خلال قرن وربع، وما تلاها من جرائم ارتكبها الاستعمار الفرنسي في مستعمرات ما وراء البحار في “غوادلوب ” و “المارتينيك ” و “كاليدونيا الجديدة” وفي “مدغشقر” وفي “سوريا أيضا”.

ويتابع الكاتب سعيد بزيان في “جرائم فرنسا في الجزائر”، “إن كلمة “الاستعمار” في حد ذاته جريمة ضد الإنسانية ويتجنى جاك شـيراك على الحقيقة عندما يقول : إن فرنسا لم تعمل سوى الأعمال الجيدة في الجزائر “”.

وفي الكتاب، يتحدث بزيان، “عـندما سئل الكاتب والمناضـل الفرنسي فرانسيس جانسون F. JEANSON الـذي شكل شبكة في فرنسا خلال حرب التحرير لدعم المناضلين الجزائريين ومؤلف كتاب ” الجزائر الخارجة على القانون ” على تعليق على ما ورد في اعترافات الجنرال بولأوساريس في كتابه :” أجهزة خاصة “، “قبل أن يجيب فرانسيس جانسون، “إن مسألة التعذيب مرتبطة بالمسألة الاستعمارية”، وفقا لما وثقه الكتاب.

التعذيب والاستعمار همـا وجهان لعملة واحدة

 

يقول بزياني حول المرحلة، “قبل أن نبدي سخطنا حول الجرائم التي ارتكبت في الجزائر يجب أن نسـأل لماذا أعلنا الحرب ضد الشعب الجزائري ولماذا تركنا أعمالاً من هـذا النوع تتم، وكان المفروض ألا تحصل- وأقول مرة أخرى إن التعذيب والاستعمار همـا وجهان لعملة واحدة”.

“وأعتقد أنه على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معا الذهاب إلى الأمام في تصريحاتهم التي سمعناها حتى الآن حـول مأسـاة شعب، ويعني بذلك الشعب الجزائري الذي استعمر من طرف فرنسا وعلى المسئوولين اليوم طلب السماح من أولئك الذين عانوا خلال حرب التحرير وأقصد بالضبط طلب الاعتذار والسماح من الشعب الجزائـري فـيما لحقه من جرائم من طرف الاستعمار الفرنسي ومن هنا فالحديـث عـن جـرائم فرنسا في الجزائر لم تبدأ مع أوساريس، وبيجار، وسالات، وماسو، وجوهو، فالقائمة طويلة”، وفقا للكتاب.

يردف بزياني في الكتاب،”هنا نتوقف مع جرائم فرنسا في8 مـايو 1945 والتـي قتل فيها الاستعمار الفرنسي 45 ألف شهيد وكانت هذه بمثابة الشرارة التي اندلعت منها ثورة نوفمبر 1954”.

ثورة نوفمبر 1954- 1962 امتداد لجـرائم 1830

 

مضيفا “إن جـرائم فرنسا والقتل الجماعي في ثورة نوفمبر 1954- 1962، امتداد لجـرائمها أثناء الإحتلال 1830، وفي ثورة المقراني 1871، والثورات المتتالية التي لم تتوقف منذ أن وطئت أقدام المستعمرين الفرنسيين أرض الجزائـر وهـل ينسى الجزائريون أحداث 8 مايو 1945، والتي وقعت فيها جرائم ارتكبتها الجيش الفرنسي في حق السكان في سطيف، وخراطة، وقالمـة، وهـل ينسى الشعب الجزائري جرائم فرنسا في 20 أوت 1955 في في السكيكدة”.

ويشير المتحدث، إلى أن بطل هذه الجرائم هو أوساسريس، الذي دشن مرحلته بمقتل أكثر من إثني عشرة ألف جزائري وحرق عشرات القرى والمداشير.

300 مواطـن جزائري ثم رمي جلهم في نهر السين

 

يتابع ذات الكاتب في نفس الكتاب، “جرائم فرنسا في الجزائر”، “لا ننس جرائم 17 أكتوبر 1961 التي ارتكبها موريـس بابون في حق جاليتنا في باريس في ظل جمهورية الجنرال دوغول ووزيريه : ميشال دوبري رئيس الحكومة وروجي فري وزير الداخلية، وقام بتنفيذ الجريمة موريس بابون M. PAPON وقد استشـهد300 مواطـن جزائري ثم رمي جلهم في نهر السين”.

بالإضافة لـ”قتلهم داخل مراكز الشرطة ورمى العشرات منهم في البحر بواسطة الطائرات”، يقول محمد بن رابـح فـي مقـال له بجريدة “لوفيغارو” ” LEFIGARO ” 2001/5/4.

يتابع المتحدث، إن فرنسـا خاضت حربا شرسة ضد الشعب الجزائري منذ الاحتلال 1830 وكان الجنرال بوجو ” BUGEOUD ” قد دشن يومئذ حرب الإبـادة ضد الشعب الجزائري البالغ عدد سكانه يومئذ3 ملايين نسمة، وفي سنة1845 تناقص عدد سكان الجزائر إلى المليونين وذلك خلال 15 سنة.

إشعال النار داخل مغارة يتواجد فيها الجزائريون

حول مرحلة “جرائم فرنسا في الجزائر من الجنرال بيجو إلى الجنرال أوساريس”، يقول الكاتب ها هـو ســاح آخـر طـبعة منقحة عن الجنرال بوجو وهو العقيد بيليسي COLONEL PILLISIER ، الـذي أصدر أوامره لجنوده بإشعال النار في مغارة قد التجأ إليها أفراد من الشعب هروبا من جحيم الاستعمار وفي ظـروف مأساوية قل نظيرها تم اختناق هؤلاء في هذه المغارة وماتوا جميعا وكان الجنرال بوجو الذي وصل إلى الجزائر سنة1841 تبني منذ البداية ” سياسـة الحـرب الشاملة ” ضد الشعب الجزائري لا تبقى ولا تذر أحدا من المسلمين الجزائريين الذين يعيشون في هذه الأرض، وكان يرى في استراتيجيته أن حرب الإبادة هي وحدها الكفيلة بالقضاء على مقاومة الشعب الجزائري وإضعاف قدرته القتالية والنضالية.

بلادنا24

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *