“حرب” المواطنين و”مول الجيلي”.. من المسؤول؟

مع كل صيف، يتجدد الصراع بين بعض المواطنين وحراس السيارات، إذ ينتفض كل منهما على الآخر في صورة تمس بقطاع حراسة السيارات، وتطرح إشكالية تقنين هذا المجال ومدى اعتمادهم على سند قانوني يخول لهم ممارسة هذه المهنة بدون صدام يومي مع المواطنين.

حملات عبر وسائل التواصل

وفي هذا الصدد، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، مجددا بهاشتاغات أطلقها النشطاء، تحمل اسم “مول جيلي أصفر”، وعبارات من قبيل “ضد الابتزاز مقابل ركن السيارات في الشوارع العامة وتشويه صورة التنظيم لدى الأجانب”، إلا أن الرواية من جانب حراس السيارات تختلف، فعند طرح الإشكالية رفقتهم غالبا ما تسمع شكايات تكاد لاتنتهي حول وضعهم المادي وعلاقتهم مع المكتري للملك العام.

وغير ذلك، جدد النشطاء مطلبهم من وزارة الداخلية، بخصوص تقنين هذا المجال ومحاربة استغلال الملك العمومي بدون أي سند قانوني، وتعريض المواطنين للتهديد والابتزاز للحصول على المال، وذلك من خلال منع كراء الشوارع العمومية، واستخلاص مبالغ مالية من مستعملي الشوارع من العموم.

لمن توجه أصابع الاتهام؟

“الداخلية هي السبب في إشكالية حراس السيارات والمواطن”، يروي عبد الصادق زراق، فاعل جمعوي مهتم بالشأن المحلي لمدينة مراكش، مؤكدا أن “تفشي هذه الظاهرة يضع المواطنين وحراس السيارات في توتراث متواصلة، والسبب الرئيسي هو كراء الملك العمومي لهذه المشاريع التي تثقل كاهل هؤلاء العاملين”.

وأبرز زراق في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “هذه الحملات التي تطلق في وسائل التواصل الاجتماعي، ليست بحل منطقي وليس لفائدة فئة الحراس الذين لديهم أيضا ظروف قاسية وخاصة، إذ يجب النظر إلى صلب الموضوع وهو مكتري الملك العمومي من البلدية، لأن الكراء يتم بمبالغ خيالية وصاحب المال من يقوم بالكراء لهذه المناطق ويفرقها على مجموعة من الأشخاص بشرط توفير 1000 درهم بشكل يومي”.

أزمة التشغيل 

وأشار المتحدث ذاته، إلى أزمة التشغيل، مؤكدا أن “الوزارات المعنية يجب أن تجد حلا لهذه المشاكل من خلال وضع حل يرضي جميع الأطراف، فهؤلاء الفئة يعيشون تحت الضغط بشكل يومي، ما يؤدي لتلك المشاحنات التي تلتقطها أعيننا بين هروب صاحب السيارة وغضب الحارس وأحيانا مشاحنات بالكلام بين الطرفين”.

وتابع الفاعل الجمعوي، أنه من منظور آخر “يظل حارس السيارات أرحم من “الصابو”، فالحارس يحرس السيارة ويسهر على حمايتها من السرقة ومجموعة من الظواهر الأخرى. فعلى سبيل المثال بمدينة أكادير، أعلن المجلس البلدي تهاية صفقة كراء مواقف السيارات بالمدينة، بعد تمديدها لحوالي ثلاثة أشهر”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *