جمعويون غاضبون من مسؤولي الصحة بالقنيطرة

من حين لآخر، تتعالى الأصوات، سواء بالعالمين الواقعي أو الافتراضي، الغاضبة من خدمات المستشفى الجهوي الإدريسي بالقنيطرة، والمطالبة بتدخل الجهات المسؤولة، للنظر في المشاكل المطروحة، وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وقبل حوالي أسبوعين، كان من المقرر أن تحتج العديد من جمعيات المجتمع المدني أمام المستشفى المذكور، على “الوضعية المهترئة، وضعف الخدمات المقدمة من طرف مسؤولي المستشفى، بالإضافة إلى المعاملة السيئة لحراس الأمن الخاص بالمستشفى”، لكن السلطات قررت منع تنظيم الوقفة الاحتجاجية، بعد توصلها بإشعار من طرف الجهات المنظمة.

وعن هذا الموضوع، قال رشيد العزية، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة بالقنيطرة، العضو بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن “الجهات الداعية للاحتجاج لم تتواصل معنا كممثلين للموظفين، ولذلك لا أعرف خلفيات الاحتجاج وحيثياته”، معتبرا في تصريح لـ”بلادنا24“، أنه “لا يمكن تغطية مشاكل المنظومة الصحية بالغربال، ومن بينها نقص الموارد البشرية والمالية، وهي غير مرتبطة بالعاملين بالمستشفى، وإنما هي مشاكل هيكلية، والموظفون ليس هم الشماعة التي نعلق عليها فشل المنظومة الصحية”، وفق تعبيره.

وتساءل العزية، “ما إذا كان أحد مكونات النسيج الجمعوي تقدم بشكاية للمسؤولين حول تردي الخدمات بالمستشفى، وسوء معاملة الأمن الخاص، دون أن يتم اتخاذ المتعين، ولا أظن ذلك، وفي حال تعرض المواطن لتعسف ما، يجب عليه سلك المساطر بوضع شكاية، ونحن نتبناها، لأننا كنقابة ندافع عن الموظف وحق المواطن في الصحة، ولكن لحد الساعة، لا أحد اشتكى من تعرضه للابتزاز، أو تعامل غير لائق”، بحسب قوله.

وأعرب الإطار الطبي، عن عدم اتفاقه مع عدم تقدم المواطنين بشكايات من هذا النوع، نظرا لتعقد المساطر، مشيرا إلى أنه “يمكن للمرتفقين تقديم شكايتهم إلى إدارة المستشفى في حال تعرضهم لتعسف إداري، أو إلى وكيل الملك، للتبليغ عن حالة ابتزاز أو رشوة”.

وعن تجاوب المسؤولين مع مطالب الشغيلة الصحية، قال العضو بالنقابة سالفة الذكر، إن “أبواب الإدارة الإقليمية في شخص المندوب الإقليمي مفتوحة لجميع الفاعلين النقابيين والجمعويين”، لافتا إلى أن “المشاكل المطروحة تعالج بحسب المستويات، وهناك مشاكل تتجاوز المستوى الإقليمي، من قبيل الموارد البشرية، والنسيج الجمعوي كان عليه مراسلة وزير الصحة والحماية الاجتماعية بشكل مباشر، بخصوص نقص الموارد البشرية”، على حد تعبيره.

وتتقاطع النقابة الوطنية للصحة بالقنيطرة، مع فعاليات المجتمع المدني، بحسب المتحدث، في حق المواطن في الصحة، وحق الأطر الطبية في الاشتغال في ظروف مريحة، “لكن نختلف في طريقة الاحتجاج، إذ يظل الاحتجاج هو آخر الحلول بعد عقد لقاءات مع المسؤولين المعنيين”.

وزارت “بلادنا24” مدير المستشفى لنقل وجهة نظره في الموضوع، غير أنه تعذر عليها ذلك، بسبب وجوده خارج مكتبه بالإدارة، وحين اتصلت به هاتفيا لنفس الغرض، كان جوابه هو أنه يرفض تقديم توضيحات على الهاتف، فتعهد بالاتصال بنا في أجل أقصاه يوم الأربعاء المنصرم لترتيب لقاء مباشر، دون أن يلتزم بذلك إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

جمال العبيد

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *