تواصل جدل الولاية الشرعية للأم بسبب فقدان الأهلية

بالموازاة مع الضغط الكبير الذي تقدم عليه عدد من المنظمات النسائية في المغرب على المشرعيين، من أجل تعديل قوانين الأسرة التي تعيق ولاية المرأة على الأبناء وتمنحها بشكل مطلق للرجل، اشتد الجدل مؤخرا بين التأييد والمعارضة في صفوف المواطنين حول المبادرة التشريعية التي اقترحتها مجموعة من المنظمات النسائية، بخصوص مسألة ولاية المرأة على الأبناء بشكل متساوي، وبنفس درجة الأب.

إذ عبر عدد من المواطنين، خاصة النساء، عن تأييدهم لهذه الفكرة، مبرزين أهميتها في حياة كل امرأة، كانتصار لسنوات من الخوف والمعاناة مع احتكار الزوج هذه الولاية، أو عدم إنصاف المرأة في حقها من ولاية ابنها.

ومن جهة أخرى، أشار مجموعة من المواطنين إلى أن هذا التشريع يمس الجانب الديني، الذي يحصن حضانة الطفل بين الأبوين، وأيضا يعد مساس خارق لمبدأ المساواة بين الجنسين.

أما بخصوص إمكانية تفعيل هذا المقترح المتعلق بتمكين المرأة من الولاية على الأبناء، أشار عبد العالي الصافي، المحامي والباحث في سيسيولوجيا القانون، أن “المادة 231 هي التي تعالج هذا الموضوع، والتي أتت لتأطير المصلحة الفضلى للطفل حيث أن هذه المادة وضعت تصنيفا لما أسمته بأصحاب الولاية، فجعلتها للأب الراشد ثم تأتي في المرتبة الثانية الأم الراشدة في حالة عدم وجود الأب أو فقدانه لأهليته”.

وأضاف المحامي في تصريح لـ“بلادنا24”، أن “الإشكال اليوم هو هذا الشرط المذكور والمتعلق بفقدان الأهلية وعدم تفسير أي نوع من الغياب للأب، إذ لا نعرف ماذا يقصد بها المشرع إن كان الغياب هو حالة الوفاة مثل الفقد أو عدم وجود الأب أي عدم حضوره، وهذا ما تحاول المنظمات الحقوقية النضال لأجله”.

وتابع المتحدث ذاته، أن “إسناد الولاية للأب قد حصل بشكل متناقض مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الطفل، وأيضا مع المادة الرابعة التي نصت على إنشاء أسرة تكون برعاية الزوجين، وهذه المادة طالها تعديل، حيث كانت في مدونة الأحوال الشخصية وكانت الأسرة براعية الزوج فقط، وقد تم التعديل سنة 2004، حيث أصبحت الأسرة تنشأ برعاية الزوجين معا، لكن إسناد الولاية للأب فقط سنة بعد سنة، بات يشكل هذا مشكلا كبيرا وضياعا لمستقبل الأطفال وتشردهم”.

وأشار الصافي، إلى أن “هذا الإشكال ينتج عنه الابتزاز من طرف الأزواج لبعضهم نتيجة استعمال هذه الولاية من أجل جلب مكاسب تضر بمصلحة الفضلى للطفل”، وأضاف، “مسألة الولاية للأب بشكل حصري لها الكثير من الأضرار الجانبية، نخص بالذكر أن هذا الغياب على الأقل يجب أن يحدد معناه، إذ أن غياب الأب مرتبط بتحمل المسؤوليات ما دام هناك آباء يستقلون من تحمل المسؤوليات”.

وأكد الصافي، أن “الولاية ترتبط بالجانب النفسي والاقتصادي، والواقع في المجتمع المغربي يفرض الولاية الأحادية للأبوين مع تعديل بسيط في تفسير بعض الشروط كما سبق الذكر”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *