“كوزينتك” و”فالمحكمة متخسرش”.. حملة تنمر جارفة في حق لاعبات المنتخب بعد الخسارة

فور خسارة المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم، أمام نظيره الألماني، بستة أهداف دون مقابل، أمس الاثنين، في أولى مباراة له بمنافسات كأس العالم، التي تستضيفها كل من أستراليا ونيوزيلندا، شن نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، حملة تنمر لا تخلو من الطابع الجنحي في حقهن، إذ تمثلت في نشر مقاطع فيديو مقتطفة من سيتكومات فكاهية، ومنشورات استفزازية وقدحية، وأخرى تجاوزت الحدود، مست بعرض اللاعبات، والنساء عموما، فهناك من ربط المرأة بالمطبخ وسرير النوم فقط.

المرأة بنظرة دونية بعد الخسارة

“كوزينتك”، “فالمحكمة متخسرش”.. هي حملة من حملات التنمر التي شنت على لاعبات المنتخب الوطني، والحاملة معها لمجموعة من العبارات المنحطة، التي عبرت عما يحمله مجموعة من الأفراد داخل المجتمع في ذواتهن تجاه النساء، في حين ظهرت فئة أخرى تستنكر وتشجب هذه الحملة، وتدعو إلى دعمهن، وبأن الهزيمة واردة في الرياضة، مثلما قد يتعرض لها منتخب الرجال.

إذ بين السخرية والتنمر والتضامن، ضجت منصات التواصل الإجتماعي بنقاشات انقسم فيها الرأي العام بين صراع حول من له وجود فعال داخل المجتمع، حيث بات كل من الطرفين، يثبت وجوده بطريقته، في ظل صراع عقيم. هذا ما رصد اليوم إشكالية تتجدد بين الفينة والأخرى، ترتبط بالأساس بمدى الوعي بمكانة المرأة داخل المجتمع، والذي لا زالت تشوبه نقاشات مبهمة.

التنمر والمجتمع المغربي

وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي، محمد اشتاتو، أن “التنمر مسألة صرفة، تغزوا المجتمعات العربية، والمجتمع المغربي جزء لايتجزء منها، والأسوء هو أن التنمر يأتي في مثل وضع لاعبات المنتخب، بعد الخسارة والهزيمة مباشرة، لأن باطن المغاربة لا يتقبل الهزيمة كفكرة”.

وبخصوص أداء المنتخب النسوي، أكد اشتاتو في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “اللاعبات قمن بمجهود جبار أمام المنتخب الألماني، الذي اعتاد على البطولات، ويمتاز بمهارات كبيرة، فقد تمكن من الوصول إلى مباراة كأس العالم لمرتين، في حين المنتخب الوطني، هذه المرة الأولى له، وليس لديه ممارسة احترافية كنظيره الألماني، وإطلاق حملة للتنمر أمام الخسارة، خطوة لم تراعي لهذه الأمور”.

اقتناص فرص “ضعف” المرأة

وأشار التحدث، أن “المجتمع المغربي والعربي، لا يحب المرأة، وينظر لها بنظرة دونية”، رغم كل الشعارات والتظاهرات التي تسعى لتعزيز مكانتها وأهميتها كنصف المجتمع، لكن في مثل هذه الحالات، أي الخسارة في شتى المجالات، سرعان ما ينتفض المجتمع ضدهن، وتخرج العقلية الذكورية لتطفوا مجددا على السطح، بين انتقادات قدحية، وسخرية لا تكاد تنتهي، ولعل أشهر العبارات المتداولة “المرا بلاصتها الكوزينة”.

وأوضح الأستاذ الجامعي، أن “السبب الرئيسي وراء هذه السوكيات، هي الثقافة المتوارثة، إذ أن اللاوعي يظهر في غالب الأحيان، فالمجتمع العربي عموما، والمغربي على وجه الخصوص، ينتظر زلة المرأة فقط لينفجر بالعبارات القدحية في حقها، وأن ينظر لها بنظرة دونية، فهناك تحامل كبير في المجتمع ضد المرأة، بالرغم من الحداثة، ونحن في الألفية الثالثة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *