تمغرابيت.. التضامن الشعبي مع ضحايا زلزال الحوز يبهر العالم

انخرط المغاربة بشكل منقطع النظير في عملية التبرع لفائدة ضحايا “زلزال الحوز”، من خلال جمعهم المساعدات الإنسانية وإرسالها للمناطق المتضررة، وهو التضامن الإنساني الذي أبهر العالم، حيث الأطفال والنساء والرجال والشباب من مختلف أعمارهم، خرجوا الى الساحات وتبرعوا بكل ما يملكون، رغبة منهم في التخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال ومآزرتهم في هذه المحنة  التي يجتازونها.

تضامن إنساني

ويرى الأستاذ الجامعي الباحث في التمظهرات الاجتماعية، جمال حدادي، أن فاجعة الحوز، أبانت عن عمق تجدر عنصر التضامن لدى المغاربة، بحيث تبين أن المغاربة كلما دعت الضرورة يجدون أنفسهم جسدا واحدا لا يحتاجون الا تأطير ولا إشارة ولا يحتاجون إلى ما قد يوجههم نحو الهدف الإنساني الذي يجمعهم.

وأضاف جمال حدادي في تصريحه لـ”بلادنا24“، “لاحظنا ذلك في محطات عديدة، وهذه المحطة أبانت عن ذلك، حيث كانت هناك تعبئة شاملة وتنظيم وإقبال منقطع النظير، حيث هناك حافلات وعربات وهيئات المجتمع المدني وأشخاص يتوجهون إلى موطن الفاجعة من أجل التبرع بكل ما لديهم”.

وأشار إلى أن “هناك ذكاء عميقا في تشخيص الاحتياجات، حيث تم التوجه الى أماكن الفاجعة بخيام لأن مجموعة من الأسر هي بدون إيواء، إذ تم نقل الخيام والألبسة والأطعمة والماء والحليب ومستلزمات الشفاء مما يمكن أن يحتاجه الجرحى أو المعطوبين هناك، وهذا التشخيص وهذه الهبة أبانت عن ذكاء المغاربة في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتم الوصول الى منطقة من المناطق المنكوبة لأنها منطقة جبلية ووعرة المسالك وحتى المسالك الموجودة تحطمت بفعل الزلزال”.

تقنيات حديثة

وقال الباحث في التمظهرات الاجتماعية، “تم استعمال التقنيات الحديثة في تبيان مواقع الدواوير التي تأثرت باجتهاد من المغاربة ثم بأنظمة تقنيات أخرى، إذ نلاحظ أن هناك من يبث الاتصال بالأنترنت عبر وسائل خاصة قام بها الشباب، هناك من يشغل الضوء باستعمال وسائل حديثة، وهناك من توجه إلى المنطقة لتوفير المطاعم والأفران  لصناعة الخبز وتوفيره للمنكوبين”.

ولفت الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة محمد الأول بوجدة، إلى أن هذه من الأمور لم تحتاج إلى وقت كبير، قائلا، “نحن نتحدث عن أربعة أيام وتم هذا التكتل بقوة وبشمولية وباجتهاد كبير مما يدل على أن الجدية التي يلتزم بها المغاربة في مثل هاته المواقف الإنسانية تبين روح التضامن الذي تعلموه من التكتلات الاسرية والتكتلات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والتي لم تحتاج في يوم من الأيام إلى أي تأطير أو توجيه”.

انبهار العالم

وتابع في هذا السياق، “هذه الهبة لحظنا أنها تسير بوتيرة كأنها فريق واحد وهذا ما أبهر العالم، لأن مجمل القنوات العالمية تتحدث عن المغرب بانبهار كبير وبتعجب وتلاحظ أن كل شرائح المجتمع منخرطة في هذه العملية، إذ تتحدث عن طفل يتصدق بـ100 درهم، وامرأة تتصدق بخاتم من ذهب ورجل فقير يتصدق بكيس من الدقيق، دون أن ننسى أننا في ظرفية حرجة اقتصاديا في ظل ارتفاع الأسعار”.

وأكد الباحث في التمظهرات الاجتماعية، على أن هذا كله لم يمنع المغاربة من التبرع مما لديهم والتوجه نحو هذه المناطق من أجل لملمة جروح وكفكفة دموع هؤلاء الذين أصيبوا في هذه الفاجعة.

وخلص إلى أنه “ينتظرنا امتحان عسير في المستقبل، ألا وهو الإعمار والاستقرار، لأننا على مشارف فصل الشتاء، لأنه من الواجب التنبه إلى الأمر بشكل مستعجل والحاجة الى الإسراع والمبادرة في البناء بشكل من شأنه أن لا يؤدي إلى وقوع كارثة في المستقبل والمهندسون المعماريون منخرطون في عملية البناء”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *