تقرير: الدبلوماسية المغربية في مواجهة التناقضات السياسية لبعض الدول “الشقيقة”

شهد المغرب في الآونة الأخيرة تطورات ملحوظة على مستوى العلاقات الدولية، وما لحقها من قرارات ومباحثات، خاصة في ما يتعلق بقضيته الأولى الصحراء المتعلقة بالصحراء، بالاضافة للتطور الملحوظ للدبلوماسية المغربية.

ما أدى في المقابل إلى انكشاف حقيقة بعض الأقنعة بما فيها التناقضات السياسية لبعض الدول، فكل المشاريع المنجزة في هذا السياق والأحداث البارزة من تراجع بعض الدول في قرارها حول جبهة البوليزاريو، واتحاد بعضها حول تعزيز مكانةالحكم الذاتي والتشديد على منطقيته وواقعتيه، جعل من الموضوع واجهة للتحليل السياسي و الدبلوماسي بين باقي دول العالم.

و يعتبر المغرب ملف الصحراء المغربية، ملفا مركزيا و محوريا لا يقبل التفاوض، فالنزاع المفتعل له أهداف كانت خفية و اليوم أصبحت تطفو على السطح، فموقف تونس الدولة “الشقيقة “و التي طالما احتضنها المغرب في عز أزماتها، و اليوم نشهد منها موقفا عدائي تجاه المملكة المغربية، باستقبال رئيسها قيس سعيد لزعيم الكيان الوهمي، أمام الملئ و دون مراعاة للمصالح و العلاقات التاريخية بين البلدين.

سكيزوفرينيا سياسية لن تمس إنجازات المغرب حول صحرائه

إنجازات وانتصارات المملكة المغربية دبلوماسيا واضحة للعيان، دبلوماسية القنصليات التي وصلت للعدد السادس والعشرين، قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة واضحة ومؤيدة لمقترح الحكم الذاتي، و سياسيا نسب التصويت بالأقاليم الصحراوية تؤكد بالملموس من له الحق والمشروعية في الحديث باسم الصحراويين المغاربة، وترابيا المملكة المغربية تُدبر حوالي %85 في الصحراء المغربية والنسبة المُتبقية عبارة عن مناطق عازلة على غرار تيفاريتي وبير الحلو.

إضافة إلى أن اعترافات أكبر دول العالم مازالت مستمرة، فهناك الولايات المتحدة الأمريكية “مناورات الأسد الإفريقي تُجرى بمناطق من الصحراء المغربية”، ألمانيا، إسبانيا، هولندا، البرتغال…، فَمِن بين 193 بلدا عضوا في الأمم المتحدة 84 في المائة منها لا تعترف بالكيان الوهمي، منها ثلثي البلدان الإفريقية، و68 في المائة من بلدان أمريكا اللاتينية، و96 في المائة من البلدان الآسيوية ، و100 % من بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية، أضف إلى ذلك برلمانات اتحادية في مختلف قارات العالم.

و في المقابل ذلك نلاحظ ضيق دائرة الإعتراف بالكيان الوهمي الذي يحتجز مواطنين صحراويين بمخيمات كارثية تغيب فيها ظروف الحياة الكريمة داخل الأراضي الجزائرية، في المقابل تحضر في الأقاليم الجنوبية المغربية، وما تخصيص حوالي 84 مليار درهم مخصصة للنموذج التنموي بالصحراء، و مشاريع مهيكلة على غرار البرنامج الصناعي فوسبوكراع، الميناء الأطلسي للداخلة ومشروع تحلية مياه البحر إلا تجسيد لمسار تنموي ناجح.

ذكاء دبلوماسي ترسخ في تاريخ المملكة

إن ما تحقق في السنتين الأخيرتين بفضل توجيهات الملك محمد السادس و ما قدمته وزارة الخارجية في هذا السياق، يعد دهاء ديبلوماسيا يتمثل في كل خطوة يقوم بها المغرب بثبات، كالتوازن العسكري و الاستراتيجي الذي سجل تطورا كبيرا لدى المغرب، إضافة إلى مخطط افتتاح بعثات دبلوماسية بالصحراء و الذي زاد القوة التفاوضية للرباط، وقوض ادعاءات الجبهة بأن لها دعماً في منظمة الاتحاد الأفريقي، كما زاد تعميق النفوذ المغربي أفريقياً في مناحي اقتصادية وتنموية تتجاوز الفعل السياسي.

حنان الزيتونيمتدرية

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *