تغيرات المناخ بالمغرب.. علماء يدقون ناقوس الخطر

أظهرت دراسة علمية حديثة قام بها فريق علماء المناخ الدولي، أن الوصول إلى درجات الحرارة القياسية التي شهدها المغرب وإسبانيا والبرتغال والجزائر خلال شهر أبريل يكاد يكون مستحيلا من دون تأثيرات تغير المناخ التي نجمت عن النشاط البشري.

وكشفت الدراسة، أن تغير المناخ جعل درجات الحرارة القصوى غير العادية في أبريل في منطقة البحر الأبيض المتوسط الغربية أكثر احتمالية بمعدل 100 مرة على الأقل مما كانت عليه دون هذه الظاهرة، وأن هذه الموجة الحارة الغير عادية، والتي وصفتها الوكالة الحكومية للطقس بأنها “مستحيلة تقريباً” من دون تأثيرات تغير المناخ البشري، كسرت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة بفارق كبير، وحدثت في سياق “جفاف شديد”.

في جميع أنحاء العالم، جعل تغير المناخ الموجات الحارة أكثر تكرارا وأطول وأكثر سخونة. ولتحديد تأثير تغير المناخ على هذه الدرجات الحرارة العالية، قام العلماء بتحليل بيانات الطقس التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، بما في ذلك الظروف المناخية السابقة، باستخدام أساليب مراجعة النظراء. تركز التحليل على متوسط درجات الحرارة القصوى خلال ثلاثة أيام متتالية في أبريل في جنوب إسبانيا والبرتغال ومعظم المغرب وشمال شرق الجزائر.

حدث غير عادي بوثيرة مخيفة

وجد الباحثون أن تغير المناخ جعل الموجات الحارة أكثر شيوعاً بمعدل 100 مرة على الأقل، وقد زادت من تأثيرها درجة حرارة موجبة بأكثر من 3.5 درجة مئوية أكثر مما كانت عليه دون تأثير تغير المناخ. وأشاروا إلى أن هذا الحدث لا يزال غير عادي، حتى مع الزيادة الكبيرة في الاحتمالات بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري، مما يشير إلى أنه كان من المستحيل تقريبا حدوثه من دون تأثيرات تغير المناخ.

كما تشير تحاليل مماثلة للحرارة الشديدة في أوروبا، إلى أن درجات الحرارة القصوى تزداد في هذه المنطقة بمعدل أسرع من ما توقعته نماذج المناخ. ويتم حاليا التحقيق في هذه المسألة بشكل مكثف.

ويحذر العلماء من أن درجات الحرارة العالمية ستستمر في الارتفاع حتى يتم وقف انبعاثات الغازات الدفيئة، وستصبح هذه الأحداث أكثر تكراراً وشدة. فعلى سبيل المثال، إذا ارتفعت متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار إضافي يبلغ 0.8 درجة مئوية، مما يرفع الارتفاع الإجمالي إلى اثنين درجة مئوية، فمن المتوقع أن تكون موجات الحرارة مثل تلك التي شهدناها في أبريل بمعدل درجة مئوية واحدة على المتوسط.

وفي سياق متصل، حذر التقرير من أنه “بدون توقف سريع لحرق الوقود الأحفوري والتكيف مع مناخ أكثر سخونة وجفافا، ستستمر الخسائر والأضرار في المنطقة في الارتفاع بشكل كبير”.

علماء يدقون ناقوس الخطر

وفي نفس السياق، صرحت، فاطمة دريوش، الأستاذة المساعدة في جامعة محمد السادس بوليتكنيك، أن “موجة الحر الشديدة هذه قد جاءت على أعتاب جفاف متعدد السنوات، مما أدى إلى تفاقم نقص المياه في مناطق البحر الأبيض المتوسط الغرب وتهدد حصاد 2023”.

وأضفات المتحدثة، “مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، ستصبح هذه المواقف أكثر تواترا وسيكون التخطيط طويل الأمد ضروريا، بما في ذلك تنفيذ نماذج زراعية مستدامة وسياسات فعالة لإدارة المياه”.

وعلى نفس المنوال، حذر كبير مستشاري الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمناخ بإسبانيا، روب سينغ، من أن موجات الحر المبكرة تميل إلى أن تكون أكثر فتكا لأن الناس لم يجهزوا منازلهم أو أعدوا أنفسهم بعد، والتأقلم مع درجات حرارة الصيف.

وفي ذات الموضوع، قدم سينغ مثالا لإسبانيا، حيث لاحظوا أن تدابير التكيف مع موجات الحرارة قد تم تنفيذها في وقت أبكر من المعتاد، وهو “بالضبط نوع الإجراء للتكيف مع الحرارة اللازمة لتقليل الوفيات التي يمكن تجنبها بالحرارة”.

ومن معهد جرانثام لتغير المناخ والبيئة الإسباني، أكد البروفيسور فريدريك أوتو، أن البحر الأبيض المتوسط ​​هو أحد أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ في أوروبا، حيث أن هذه المنطقة تعاني بالفعل من “جفاف شديد للغاية وطويل الأمد وهذه درجات حرارة عالية”، في وقت من السنة يجب أن تمطر فيه، مما يزيد الوضع سوءا.

ومن جهته، أشار الباحث في المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، سجوكجي فيليب، إلى أن درجات الحرارة القياسية قد تم كسرها مرة أخرى بهامش كبير، كما هو الحال في موجات الحرارة الأخيرة الأخرى حول العالم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *