تعميم “الإنجليزية” بالإعدادي.. إكراهات تعرقل التنزيل السليم

أبدى فاعلون تربويون تخوفهم من أن يكون مشروع تدريس اللغة الإنجليزية بالسنة الأولى والثانية من السلك الثانوي الإعدادي، الذي أعلنت عنه الوزارة الوصية قبل حوالي أسبوع، عبر مذكرة عممتها على مصالحها الجهوية والإقليمية، غير قابل للتطبيق السليم على أرض الواقع، بالنظر إلى مجموعة من الإكراهات.

وتحدث هؤلاء في هذا السياق، عن النقص الكبير في أساتذة اللغة الإنجليزية بالسلك الثانوي الإعدادي، وعن افتقاد المؤسسات التعليمية للوسائل البيداغوجية الرقمية التي باتت ضرورة ملحة لتدريس هذه المادة، كبديل في الكثير من الأحيان عن الوسائل التقليدية، من قبيل الكتاب المدرسي وشرح الدروس بالاستعانة بالسبورة والطباشير أو الأقلام الجافة.

وسجل مهتمون آخرون بالشأن التعليمي، وجود تأخر كبير في تنزيل هذا المشروع التربوي، معتبرين أن ذلك يعني أنه مازالت تفصلنا مدة طويلة عن تدريس اللغة الإنجليزية بالسلك الابتدائي، لتحقيق شعار المساواة وتكافؤ الفرص.

كما اعتبر بعض هؤلاء، أن وزارة التربية الوطنية أقرت بشكل غير مباشر بإكراه الخصاص على مستوى الأطر التربوية، حين كشفت في المذكرة المنظمة أن تعميم المادة الدراسية بالمستويين التعليميين المذكورين لن يتحقق إلا بعد انصرام موسمين دراسيين.

وتفاعلا مع هذا النقاش، قال مولاي يوسف العمري، رئيس جمعية أساتذة اللغة الإنجليزية بالمغرب، “نحن نثمن هذا القرار وكنا ننتظره منذ مدة، حتى وإن جاء متأخرا فيبقى قرارا جيدا وفي خدمة الصالح العام في أي وقت، أسوة بالتعليم الخصوصي الذي شرع منذ سنوات في تدريس اللغة الإنجليزية بالسلك الابتدائي”، وفق تعبيره.

وأعرب العمري، في تصريح لـ”بلادنا24“، عن أمله في أن يشمل التعميم السلك الابتدائي وألا يظل مقتصرا فقط على تلاميذ فترة الثانوي الإعدادي، “لأن اللغة الإنجليزية أصبحت مهمة وبدونها لا يمكن مسايرة التطورات، خصوصا في المواد العلمية، وسبق لمسؤول وزاري أن تحدث عن عزم الوزارة تدريس المواد العلمية باللغة الإنجليزية، واستبشرنا خيرا بهذا القرار لأنه مهم جدا، ورغم ذلك هناك مجموعة من الإكراهات”، وفق تعبيره.

وعن العراقيل المطروحة أمام قرار استفادة جميع تلاميذ السلك الإعدادي من دروس اللغة الإنجليزية، سجل الفاعل التربوي والجمعوي وجود عدد قليل من أساتذة اللغة الإنجليزية، “وغالبيتهم يدرسون بالسلك الثانوي التأهيلي، ولكن الوزارة باشرت خطوات تتمثل في أن التعميم بنسبة 100 بالمئة انطلاقا من الموسم الدراسي 2025/2026، سيتم بشكل تدريجي بنسب تتراوح بين 10 بالمئة و50 بالمئة خلال السنتين المقبلتين”.

وسيطرح ذلك، بحسب العمري، مشكل التوازن، موضحا أكثر بالقول، “نسبة 10 بالمئة بالسنة الأولى إعدادي يمكن أن تكون بمدن مثل الرباط والدار البيضاء، ولكن هل ستستفيد جميع مناطق المغرب بما فيها المدن البعيدة من نفس النسبة؟”.

وتأسيسا على ذلك، دعا المتحدث الوزارة الوصية إلى أن يكون التدرج في التعميم متوازنا، “ويصعب تنزيل التعميم بين عشية وضحاها، لأن الوزارة لم توظف أساتذة اللغة الإنجليزية بالكثرة المطلوبة”، لافتا إلى أن المقررات الدراسية باللغة الإنجليزية الموجهة لتلاميذ المستويين الأول والثاني إعدادي غير متوفرة حاليا بالسوق، “وقد تكون جاهزة، ولكن لم تخرج بعد إلى العلن”، على حد قوله.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *