تحذيرات رسمية من خطر اندلاع النار في الغابات.. وخبير بيئي يوضح

حذرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، من إمكانية تعرض عدة غابات في مجموعة من المناطق، هذا الأسبوع، لـ”خطر مرتفع” و”أقصى”، بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

وجاء هذا في نشرة تحذيرية للوكالة، مبرزة أن غابات أقاليم تازة وخنيفرة وبني ملال وعمالة أكادير إداوتنان، توجد في وضعية “خطر أقصى” (المستوى الأحمر)، بينما توجد غابات عدة في وضعية “خطر مرتفع” (المستوى البرتقالي)، إذ تمتد من وجدة وبركان وتاونات وكرسيف والدريوش وشفشاون ووزان والعرائش وطنجة-أصيلة وصفرو وإفران وأزيلال، وأيضا تارودانت والصويرة.

ويمتد الخطر، إلى مناطق أخرى، إذ وضعتها نشرة الوكالة الوطنية للمياه والغابات في خانة “الخطر المتوسط” (المستوى الأصفر)، وهي الناظور والحسيمة والمضيق-الفنيدق والفحص-أنجرة، وأيضا في جهة الرباط-سلا-القنيطرة (سيدي سليمان، القنيطرة، سلا، تمارة، الرباط، الصخيرات).

تسجيل 182 حريقا بالغابات

وفي هذا السياق، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن “عدد الحرائق المسجلة على الصعيد الوطني منذ فاتح يناير إلى حدود 10 يوليوز الجاري، بلغ ما مجموعه 182 حريقا اجتاح 1251 هكتارا، 54 في المائة من هذه المساحة عبارة عن أعشاب ثانوية”.

وأكدت الوكالة، في بيان لها، أن “جهاز المراقبة والتدخل لا يزال عند مستواه الأقصى على اعتبار أن الأيام المقبلة هي فترات الخطر الأكبر من اندلاع الحرائق”، داعية جميع مستعملي ومرتادي المجالات الغابوية إلى “توخي أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم إشعال النار طوال الفترة الصيفية”.

وأوضح المصدر ذاته، أنه “بالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق، تأتي منطقة طنجة-تطوان-الحسيمة في مقدمة المناطق المتضررة بمساحة تقدر بـ881 هكتارا (68 حريقا)، أي بنسبة 70 في المائة من إجمالي المساحة المحروقة على المستوى الوطني، تليها جهة سوس ماسة بمساحة تقدر بـ190 هكتارا، أي بنسبة تقدر بـ15 بالمائة من إجمالي المساحة التي التهمتها النيران على المستوى الوطني.

الآثار السلبية للحرائق

وبخصوص هذا الموضوع، قال مصطفى بنرامل، خبير بيئي، ورئيس جمعية المنارات الأيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إن “حرائق الغابات تخلف آثارا سلبية وخيمة على البيئة، ومن بين هذه الآثار تآكل التربة، إذ قد تتسلل المواد المحترقة من الحرائق شديدة الحرارة إلى التربة، وتشكل طبقة شمعية على جزيئات التربة. نتيجة لذلك، لا يمكن للمياه أن تتسرب إلى الأرض أثناء هطول الأمطار”.

وأضاف بنرامل، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “الحرائق تؤدي إلى مخاطر أخرى ثانوية، مثل الفياضانات والانهيارات الأرضية، حيث يؤدي هطول الأمطار الغزيرة بعد حرائق الغابات إلى زيادة كبيرة في عدد الانهيارات الأرضية. بشكل عام، يمكن أن يستمر تدفق الحطام من 2 إلى 3 سنوات بعد حرائق الغابات، وبعد ذلك لا يؤدي هطول الأمطار العادي إلى حدوثها”.

وتابع المتحدث ذاته، قائلا إن “من المخاطر الأخرى التي تخلفها هذه الحرائق، تلوث الهواء، وزيادة كمية الجسيمات الدقيقة في الجو، بالإضافة إلى أن الحرائق تقلل من الغطاء النباتي، وتؤدي للاحتباس الحراري”.

نصائح لمنع الحرائق

وقدم الخبير البيئي مجموعة من النصائح لمنع حرائق الغابات والحد منها، وأول قاعدة “لا يجب ترك أي حرق بدون رقابة”، وتابع قائلا: “إذا كنت قد أشعلت نيرانا في الغابة، أو كومة مشتعلة، فيجب على شخص ما مراقبة الحريق في جميع الأوقات”.

وحذر بنرامل من الحرارة والنار، موضحا: “إذا اشتعلت النيران، فمن المهم توخي الحذر عند التعامل مع الحريق. إذا كنت تستخدم عصا لتحريك المواد القابلة للاحتراق، فافعل ذلك بحذر، لا تحرق القمامة مثل الأغلفة البلاستيكية أو الستايروفوم في الغاب، استخدم فقط المواد الطبيعية”.

وشدد المتحدث، أنه “كان من الممكن منع العديد من حرائق الغابات لو عرف الأشخاص الذين بدأوا الحرائق كم تلعب الرياح عاملاً في انتشار اللهب. إذا كنت تواجه رياحًا قوية، فقد ترغب في الانتظار لبدء حريقك مرة أخرى. يمكن للرياح أن تهب المواد القابلة للاحتراق الساخنة حولها، والتي يمكن أن تكون بمثابة مصدر حرارة للفرشاة والنباتات القريبة. ستعرف أن الجو عاصف للغاية بالنسبة للحريق إذا رأيت فروع الأشجار تتأرجح أو تتمايل على الماء”.

وأكد بنرامل، أنه “من المهم جدا البقاء حتى تنطفئ النار بالكامل”، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه “لا يجب الافتراض أبدا أنه هذا جيد بما فيه الكفاية. ومن الأهمية البقاء بمكان النار ومشاهدتها حتى التأكد من إخمادها تماما”.

ونبه الخبير البيئي، إلى “ضرورة عدم التحرك في منطقة حرجية، وعدم التدخين أثناء المشي. إذ من الممكن أن يؤدي الرماد الذي تتركه وراءك في الواقع إلى إنشاء سلسلة من مصادر الحرارة التي يمكن أن تشعل الغطاء النباتي القريب. عندما تدخن بالخارج، تأكد من إطفاء أعقاب السجائر تمامًا وخذها معك. لا تدعه يجلس على أرضية الغابة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *