بنزاكور لـ”بلادنا24″: المغرب شهد تغيرات جذرية خلال 23 سنة الأخيرة في مختلف المجالات

عرف المجتمع المغربي، مجموعة من التغيرات في بنياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، خلال 23 سنة من حكم الملك محمد السادس، وذلك من خلال طرق التنظيم والتسيير التي شهدها المجتمع المغربي بمختلف أجياله.

التغيرات التي طرأت على المجتمع المغربي من خلال انفتاحه على العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ساهمت هذه الأخيرة بشكل كبير في الأمر، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية التي لطالما عمل الملك محمد السادس على خلقها مع مختلف البلدان.

من جهة أخرى، هناك تغيرات كبيرة طرأت على الأسرة المغربية، حيث أن هذه الأخيرة بمختلف أجيالها شهدت التطورات التي عرفها المغرب بمختلف محطاتها.

وفي هذا السياق، أكد محسن بن زاكور، المختص في علم النفس الاجتماعي، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن هناك تغيرات جذرية في المجتمع المغربي. على مستوى حرية التعبير، خصوصا ما بعد فترة هيئة الإنصاف والمصالحة، “حيث أعطت بعدا آخر في العلاقة مع مفهوم المخزن، إذ تغيرت من الخوف إلى الجرأة المقننة، أي جرأة مبنية على أسس عقلانية”.

وأضاف بن زاكور أنه “أثناء أي إشكال اجتماعي يحدث مؤخرا، يقوم المغاربة برفع صورة الملك في المظاهرات، أو يتداولون عبارة “الله ينصر سيدنا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن هناك تمثل لدى المغاربة، على أن المنقذ الأساسي من المأساة ليست المؤسسات الرسمية، كالعدل، أو الأمن، أو القضاء، بل المنقذ الرئيسي هو الملك، وهذا مهم جدا من حيث التغييرات على المستوى الاجتماعي، إذ أنه عند خروج المغاربة للمظاهرات، لابد من حمل صورة الملك، وذلك كأنها ضمانة لاكتساب الحقوق”.

وأوضح المتحدث أن العلاقات المغربية انفتحت على العالمية خلال 23 سنة الأخيرة، “حيث انتقلنا من نمط التفكير الضيق في الحدود الجغرافية إلى الانفتاح على العالم الخارجي”، مشيرا إلى أن هذا الأمر له علاقة بدخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى المجتمع المغربي.

وأكد المختص في علم النفس الاجتماعي، على أنه تم حدوث تغيرات على مستوى التصورات، “حيث حدثت تغيرات على مستوى المفاهيم، من مفاهيم جماعية إلى مفاهيم فردانية، إذ انتقلت القيمة للشخص بعد أن كانت القيمة للأسرة والجماعة، وهذا ما يمكن تصنيفه في التغييرات السلبية التي طرأت على المجتمع المغربي”.

وأضاف محسن بن زاكور، أنه تم ظهور أمور أخرى، على غرار حرية السلوك الاجتماعي، “إذ أصبحنا نلاحظ وجود سلوكيات في المجتمع لم تكن مباحة من قبل، خصوصا مع التغييرات التي طرأت على المجتمع المغربي، وخروج المرأة إلى المجال السياسي والعمل بصفة عامة”.

وأشار المصدر إلى أن “جودة الحياة تغيرت قليلا، لكن رغم ذلك لازالت الفروق قائمة، إذ أنه عند القيام بمقارنة بين مدن المركز والمدن الهامشية أو المجال القروي أو الجبلي، سنلاحظ وجود فوارق شاسعة لازالت تحتاج إلى عمل كبير وتغييرات جذرية، بالإضافة إلى التفاوت في العقليات كذلك، حيث أنه عند زيارة مدينة الدار البيضاء، وأثناء التنقل بعدها إلى مدينة كرسيف كمثال على أنها مدينة هامشية، هناك فرق شاسع بين المدينتين وبين العقليات”.

وفيما يتعلق بالدين، أكد بن زاكور، على حصول تغيرات في التمثل الديني، “حيث كان الدين هو المحرك الأساسي للعلاقات، في حين أن فكرة الشأن الديني في وزارة الأوقاف جعلت العلاقات تتحول مما هو ديني إلى ما هو علاقة ذات أسس مدنية، إذ تحولنا من مفهوم العلاقات المبنية على الدين إلى العلاقات المبنية على البعد المدني”.

وأبرز المتحدث أن المجتمع المغربي عرف كذلك تحررا على مستوى السلوكيات، “حيث أصبحنا نلاحظ وجود بعض المظاهر الاجتماعية التي لم يكن مسموح بها سابقا، من قبيل الحرية في العلاقات، حتى وإن لم تكن قانونية، لكن أصبحت اجتماعيا مقبولة”، على حد تعبيره.

بلادنا24- سكينة الصغير 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *