بعد منع برلمانييهم من الحديث عن زيادات الوقود.. هل أصبح زعماء الأغلبية رهائن عند أخنوش؟

هناك شعرة رفيعة جدا بين ما يعتبر تماسكا للأغلبية الحكومية، وبين أن تصبح “كلب حراسة” عند رئيس الحكومة، ذلك أن التماسك الحكومي لا يعني أن تلعق حذاء رئيس الحكومة بمقابل “طحن الشعب”، والتغاضي عما يقع له. لكن، ما يفعله نزار بركة، وعبد اللطيف وهبي، لضمان بقاءهم في الوزارة، يجعل سيادة أحزابهم في مهب الريح، حيث أصبح الاستقلال والأصالة والمعاصرة، مجرد ملحقتين لهولدينغ “أكوا”، تتم إدارتهم شكليا من طرف بركة ووهبي.

برلمانيون “فكرشهم لعجينة”

البرلماني الذي يصوت عليه الشعب، ليصل إلى منصبه، لا يمكنه بحال من الأحوال أن يتخاذل عن الدفاع عن من صوتوا له، لكن مع حكومة أخنوش، يبدو أن برلمانيي الاستقلال والبام والأحرار، صاروا لا يخذلون أخنوش وهولدينغ “أكوا”، وصار خذلانهم للشعب أكثر من خذلانهم لنصرة أخنوش والزيادة في المحروقات، حيث لم تستطع أحزاب الأغلبية، الحديث عن الزيادة في المحروقات، رغم أن الحديث حولها واستدعاء أخنوش، لا يهدد التماسك الحكومي، كون الأمر لا يتعلق بإجراءات حكومية، ولكن بسرقة شركات المحروقات لجيوب المغاربة.

أحزاب تسيرها “كراكيز أخنوش”

من يشاهد كيف يسير أخنوش الأغلبية، ويعيد سيناريو الأحداث إلى حدث بعينه، يتعلق بما وقع للبرلماني هشام لمهاجري، وما وقع له من طرف حزبه من خذلان، يعلم أن البام والاستقلال صارا رهينتين بيد أخنوش، ذلك أن ما وقع للمهاجري آنذاك، كان خوفا من غضبة أخنوش على وهبي وحزبه، وطردهما من الحكومة، لهذا فضل وهبي أن يبيع حزبه ليشتري منصبه الوزاري، وصارت اجتماعات البام والاستقلال تحت أعين أخنوش، من جهة ينقل العربي لمحرشي لأخنوش ما يجري في البام، ومن جهة أخرى ينقل النعم ميارة ما يقع في الاستقلال لأخنوش، وهو ما جعل رئيس الحكومة يتحكم في دواليب الحزبين، ويحكم قبضته على أمينين عامين ضعيفي الشخصية، وأكثرهم ضعفا نزار بركة، الذي أصبح في مفترق الطرق، بين أوامر أخنوش، وأوامر ولد الرشيد.

أليس فيهم رجل رشيد؟

ويبدو أن الحزبين ليسا فيهما من يدافع من جهة، على إرث حزب الاستقلال الذي يدنسه نزار بركة، ومن جهة، من يدافع عن أفكار البام، وشرف مؤسسيه الذين قاتلوا من أجل حزب أصبح مرهون بيد أخنوش.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *