بعد فوزه بولاية جديدة .. خبير لـ”بلادنا24″ :سيخرج المغرب بمكاسب جديدة مع فوز ماكرون

أثر الاستحقاق الرئاسي الذي جرى يومه الأحد للفوز برئاسة الجمهورية بين ماكرون ولوبان فكانت فرنسا على مفترق طرق بين هذه النتائج التى ترمي بثقلها في جميع الاتجاهات الداخلية والخارجية ، وكلا الاتجاهين سيؤثر في فرنسا من حيث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكذلك الحال بالنسبة لدول شمال أفريقيا ذات الارتباط الثقافي والسياسية فهي معنية بطريقة مباشرة وغير مباشرة بهذه النتائج على صعيد العلاقات والمصالح التي تجمع دول شمال إفريقيا بفرنسا منذ عقود طويلة

وبعد أن تمكن ايمانويل ماكرون من كسب ثقة الناخبين لولاية ثانية، تتوجه الانظار مجددا صوب باريس لمعرفة ما سيقوم به سيد الاليزيه الجديد وما سيعلن عنه من توجهات وسياسات يبقى الانتظار سيد الموقف ولو إلى حين.

وفيما يخص السيناريوهات المحتملة في حال نجاح أحد المترشحين على المصالح المغربية صرح حسب بلوان خبير العلاقات الدولية لـ”بلادنا24″ قائلا “قبيل اغلاق مكاتب التصويت في فرنسا كانت  استطلاعات الرأي ترجح كفة الرئيس الحالي امانويل ماكرون، ومن المعلوم تاريخيا أن استطلاعات الرأي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية تكون قريبة من الدقة وهامش الخطأ فيها ضئيل جدا، إلا اذا حصلت مفاجأة مزلزلة وهو ما لم يحصل”.

أما عن المصالح المغربية يضيف بلوان “لا اعتقد أنها ستتأثر بحكم العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين البلدين والتي لا يمكن أن تتزعزع بوصول مرشح دون ٱخر، لكن يمكن أن  تشهد بعض التقلبات فيما يتعلق بمصالح الجالية المغربية إذا تمكنت لوبان من الوصول الى الايليزيه، لكن القطيعة  أو المواجهة غير واردة بحكم المصالح المشتركة والمترابطة بين المغرب وفرنسا”.

واستطرد المتحدث ذاته، أنه من سوء حظ الجالية المغربية والمغاربية في فرنسا أنها خيرت في هذه الانتخابات بين السيء والأسوأ، خاصة مع غياب الأحزاب التقليدية من يسار مناصر لقضيتها ويمين معتدل يستعملها كأوراق رابحة في كل استحقاق فرنسي، لذلك توجهات معظم المغاربة  بحسب خبير العلاقات الدولية  سارت  للتصويت للرئيس الحالي ايمانويل ماكرون تقليلا للأضرار التي يمكن أن تلحق بهم إذا كانت مرشحة اليمين المتطرف لوبان قد تمكنت من كسب رهان الانتخابات، حيث تبني حملاتها الانتخابية منذ سنوات على اضطهاد المهاجرين المغاربيين خاصة والمسلمين بصفة عامة.

وفيما يخص ردود فعل المسلمين في فرنسا في حال نجاح لوبان قال حسن بلوان “في المناظرة الأخيرة التي جمعت المرشحين اتهم ايمانويل ماكرون منافسته بأنها تسعى الى اشعال فتيل حرب أهلية في البلاد في حال طبقت تهديداتها اتجاه المسلمين، وأعتقد أن هذه قناعة راسخة عند معظم الفرنسيين الذين يسعون الى الاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي، هذه المعطيات صبت في صالح ماكرون وزادت من حظوظه في كسب رهان إعادة انتخابه لولاية ثانية، وهو مكسب لم يحصل عليه إلا الرئيس الراحل جاك شيراك.

أما في حالة فوز لوبان يرى بلوان  أن شعارات المعارضة ليست بمستوى تدبير الحكم ودواليب دولة عريقة من حجم فرنسا، فلا بد من تقديم تنازلات لاستمرار مصالح الدولة الفرنسية التي ترتبط فيها السياسة الداخلية مع التوازنات الدولية، فقد تتشدد لوبان في تطبيق بعض الاجراءات ضد الجاليات لكنها ستبقى دوما تحت مراقبة دقيقة من الاعلام وتوازنات استمرار مؤسسات الدولة ومصالحها الاستراتيجية المرتبطة بأمنها القومي واقتصادها المؤثر عالميا.

يعتقد المتحدث ذته،  أن سياسات اليمين في العالم دائما تميل نحو العزلة والاهتمام بالشعارات القومية الداخلية، قائلا” لوبان تسعى الى بناء فرنسا جديدة بعيدة عن أوربا قريبة من القوميين المتطرفين الذين يضطهدون المهاجرين، وفي هذه الحدود يمكن أن  تتأثر العلاقات مع الدول المغاربية.

لكن ركائز السياسة الخارجية الفرنسية لن تتغير بشكل كبير يواصل خبير العلاقات الدولية، اذ ستستمر في الحفاظ على العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع المغرب، وفي  الوقت  نفسه اللعب على توازنات المصالح بين المغرب والجزائر، “إذن هناك دائما أفضلية للعلاقات المغربية الفرنسية مهما كانت قناعات المنتصر في الانتخابات الفرنسية اليوم”.

وختم بلوان حديثه مع الجريدة بالقول” ردود الفعل رهينة بنتيجة الانتخابات، وأعتقد أن المغرب في اطار الدينامية الدبلوماسية الجديدة قادر على أن يتأقلم مع جميع السيناريوهات في إطار الحفاظ على سيادته أولا ومصالحه الاستراتيجية ثانيا وعدم التفريط في حلفائه التقليديين ثالثا”.

يواصل كلامه  ” مهما يكن أعتقد أن هذه الانتخابات الرئاسية الفرنسية التاريخية سيخرج فيها المغرب بمكاسب جديدة، خاصة وأن الكفة مالت لماكرون الذي يستعد في الولاية المقبلة بأن يساهم في مواقف فرنسية أكثر وضوحا من قضية الصحراء المغربية، وسيشكل الاعتراف الفرنسي الرسمي بمغربية الصحراء ٱخر اسفين بدق في نعش مشروع الانفصال الذي تدعمه الجزائر”.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *