بسبب ارتفاع أسعار الوقود.. ارتفاع عدد مستعملي “البوطة” بالشرق

بلادنا 24 – كمال لمريني

ارتفع عدد مستعملي قنينات الغاز للسيارات بدل الوقود في مدن جهة الشرق، وذلك أمام ارتفاع أسعار الوقود، حيث لجأ المواطنون إلى نهج سياسة التقشف، بعد أن وصل البنزين إلى أزيد 18 درهما للتر، سيما وأنهم تعودوا على استعمال البنزين الجزائري المهرب، والذي كان يتم بيعه على جنبات الطريق في مختلف مدن جهة الشرق.

ويحكي عدد من المواطنين في تصريحاتهم ل”بلادنا 24″، عن أنهم كانوا يستعملون الوقود المهرب من القطر الجزائري والذي كان ثمنه لا يزيد عن 3 دراهم للتر الواحد، غير أنه بعد أن توقف نشاط التهريب، ارتفعت أسعار المحروقات، والتي وصلت إلى أثمنة وصفوها ب”الخيالية”، الأمر الذي جعلهم يلجئون لاستعمال “البوطة”.

وكشف هؤلاء، عن أنهم أصبحوا غير قادرين على استعمال الوقود نظرا لارتفاع سعره، وأنهم يستعملون قنينات الغاز من الحجم المتوسط في مجال التنقل، مشيرين إلى أن هذه القنينة التي يبلغ ثمنها نحو 22 درهما، يمكن التنقل بها لمسافة 90 كيلومترا، عكس الوقود الذي يزيد سعره عن 18 درهما.

ويقول أحد الموطنين بلهجة وجدية”كنا من قبل ك نشريو قلة نتاع 5 لتر أب 35 درهم وك نتحركو بيها، ودابا إيلا مشيت دير 5 يترو ف سطاسيون (محطة الوقود) مغاديش توصلك حتى للدار”، والدعوة مراهاش تعجب كلشي غالي.. وهاد الشي اللي خلانا نديرو “البوطة”.

هذه السيارات التي تستعمل “البوطاغاز”، يمكن معرفتها من خلال رائحة الغاز التي تنبعث منها، وهي سيارات من نوع “رونو 18” “رونو 9″ ” رونو 19″ و “بيجو 405” وغيرها من السيارات القديمة.

وكما تشكل هذه السيارات، خطرا على حياة المواطنين، لاسيما وأن سيارة من نوع “رونو 19″، آثارت استنفارا في صفوف مصالح الأمن الوطني والوقاية المدنية بوجدة، بعد أن تعرضت لتسرب الغاز، الأمر الذي جعل عناصر الوقاية المدنية تتدخل لازالة قنينة الغاز من السيارة التي كانت تركن على مقربة من “روت مراكش” القلب النابض لمدينة وجدة، وذلك درءا لأي خطر من شأنه أن يتسبب في خسائر في الأرواح.

وليست مدينة وجدة من شهدت هذا النوع من الحوادث فحسب، بل سبق لجماعة سلوان (إقليم الناظور)، وأن سجلت اندلاع النيران في سيارة من نوع “رونو 18″، الأمر الذي آثار الرعب والهلع في صفوف المواطنين، وخلف استنفارا في صفوف مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية التي عملت على إطفاء النيران.

وفي العديد من الدول يتم استعمال سيارات الغاز الطبيعي لاعتبارها صديقة البيئة، غير أن استعمال السيارات ل”البوطة” بجهة الشرق، فان ذلك يشكل خطرا على البيئة وعلى حياة الأشخاص، الأمر الذي جعل المديرية العامة للأمن الوطني تأمر مصالحها بمختلف المناطق الأمنية بالمغرب، بتشديد المراقبة على السيارات، من أجل الوقاية من المخاطر المحتملة جراء استعمال قنينات الغاز كمصدر للطاقة بدل الوقود.

وللحد من تفشي ظاهرة استعمال “البوطة”، لجأت جماعات ترابية، إلى اتخاذ قرارات تروم منع سير وجولان المركبات ذات المحرك المستعملة لغاز البوتان جراء الانتشار الكبير للسيارات التي تستعمل قنينات الغاز كمصدر بديل لتزويد السيارات الخفيفة والنفعية بالطاقة، وهو ما يعتبر مخالفة قانونية و تجر صاحبها للمثول أمام العدالة بموجب مساطر قضائية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *