بالأرقام.. “المعضلة” التواصلية لعزيز أخنوش

منذ المناظرة التلفزية الشهيرة بين ريتشارد نيكسون وجون كينيدي خلال الانتخابات الأمريكية سنة 1960، أصبح للقاءات التلفزية كصوت وصورة دور كبير في الحياة السياسية، وفي تحديد ميولات الناخبين والمتتبعين للشأن السياسي.

وفي الحالة المغربية، ترسخ المرور التلفزي لرئيس الحكومة، كعرف تواصلي دأبت عليه الحكومات، وإن لم يكن له زمن محدد، لكنه يبقى القناة التواصلية الرئيسية بين رئيس السلطة التنفيذية والجمهور الواسع.

الحضور اليتيم لعزيز أخنوش أمام الكاميرات

في الثامن أكتوبر من عام 2021، سيعين الملك محمد السادس عزيز أخنوش كرئيس للحكومة بعد تصدر حزبه للانتخابات التشريعية، بعدها سينتظر المغاربة 100 يوم من عمر الحكومة ليقوم عزيز أخنوش بخرجته الرسمية الأولى، ومنذ ذلك الحين أي قرابة العام ونصف، غاب أخنوش عن التلفزيون الرسمي، وهو الغياب الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة في الظرفية الحالية التي تحتاج شروح وتوضيحات من قائد الأغلبية الحكومية .

وفي محاولة للمقارنة بين حضور رئيس الحكومة الحالي وسابقيه منذ التجربة الدستورية لسنة 2011، أي عبد الإله ابن كيران وسعد الدين العثماني، استعانة ”بلادنا24″ بمنصة ”اليوتيوب”، وما تختزنه من حوارات أجراها رؤساء الحكومات السابقين (عبد الإله ابن كيران وسعد الدين العثماني)، في مدة سنتين على اعتبار أنها المدة التي يقترب أخنوش من إكمالها، ( بين سنة 2012 و2014 بالنسبة لـ ابن كيران، و2017-2019 بالنسبة للعثماني).

النتيجة:

WhatsApp Image 2023 04 12 at 18.05.28

عدد اللقاءات التلفزية التي أجراها رؤساء الحكومات في أول سنتين منذ 2011.

يبين الرسم البياني الآتي عدد اللقاءات التلفزية التي أجراها عبد الإله ابن كيران في السنتين الأولى من ولايته (2012-2014)، والتي بلغت 8 لقاءات أغلبها مع منابر دولية مثل الجزيرة والحرة..، بينما بلغت اللقاءات مع الإعلام الرسمي لقاءين.

بالنسبة لسعد  الدين العثماني، فبين سنة 2017 و2019، أجرى خمس لقاءات تلفزية كانت نسبة الإعلام الدولي فيها مهمة أيضا، بينما أجرى  لقاءين رسميين، والملاحظ بالنسبة للعثماني هو الانفتاح على الصحافة الإلكترونية، والتي أجرى معها حوارين مع موقع ”العمق” و موقع”لوسيت أنفو”.

وكما أسلفنا الذكر، فباستثناء اللقاء مع “هسبريس”، واللقاء الرسمي الذي أعقب 100 يوم من عمر  الحكومة، يبقى عزيز أخنوش الأقل ظهورا على الشاشة الصغيرة، وهو على مشارف إكمال سنتين.

WhatsApp Image 2023 04 12 at 18.05.01

عدد اللقاءات الرسمية التي أجراها رؤساء الحكومات في أول سنتين منذ 2011.

هل يساهم الغياب الإعلامي في تدني شعبية رئيس الحكومة؟

رغم قلة الدراسات التي تقيس شعبية رؤساء الحكومات في المغرب، إلى أن دراسة حديثة أجراها المركز المغربي للمواطنة سنة 2022 من أجل تقييم أداء الحكومة، قد تساهم في استقراء الوضع.

328639998 791754382507247 6542040848581649508 n

321665221 5116903578413182 5137093416242537316 n

المصدر: المركز المغربي للمواطنة مؤشر تقييم أداء الحكومة لسنة 2022

وتبين النتائج التي توصل بها المركز المغربي للمواطنة، غياب رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن مؤشرات الشخصية العمومية الأكثر إسهاما في تعزيز ثقة المواطن في السياسية، ومؤشر الوزير الأكثر حضور وأداء من بين أعضاء الحكومة الحالية.

إشكالية منصات التواصل الاجتماعي

من بين سمات تراجع شعبية رئيس الحكومة وحكومته، “الهاشتاغات” التي أصبحت منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي يمكن قياس حجم التفاعل فيها بشكل مباشر على المنصة الأكثر استخداما في المغرب “فيسبوك”.

إذ يحتل وسم “أخنوش_ارحل” الصدارة، بأكثر من 2 مليون تفاعل، تليه وسوم مثل “تقهرنا” و”لا لغلاء الأسعار”، التي يشاركها أكثر من 5000 “ناشط فيسبوكي”.

WhatsApp Image 2023 04 12 at 18.04.24 1

“هاشتاغات” منتشرة “ضد الحكومة” 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *