“اندبندنت” البريطانية تحتفي بالشاي الصحراوي

يوما بعد يوم، تثير الثقافة المغربية بتعدد مناطقها، إثارة فضول دول العالم، للكشف عن هوية وأصل ما يميز هذه الثقافة، والتي من أشهرها الشاي المغربي اللذيد، ومذاقه الذي لا يشبه أي شاي آخر. إلا أن مع اختلاف المناطق، تختلف لذة هذا الشاي، ويتصدر الشاي الصحراوي القائمة، والذي يشكل أيقونة الجلسات العائلية ونجمها الأول.

وفي هذا السياق، سلطت النسخة العربية من صحيفة “اندبندنت” البريطانية، الضوء على ثقافة الشاي الصحراوي، مؤكدة أن “المناطق الصحراوية بالمغرب تتميز بإعداها لشاي لايشبه أي مذاق إذ يحتفظ أهالي الصحراء بعادات وطقوس فريدة في إعداد الشاي وتحضيره وتقديمه، وفي رغوته ومذاقه، وهي طقوس تختلف بشكل واضح عن طرق إعداد وشرب الشاي في مناطق أخرى من المغرب”.

وأضافت الصحيفة في مقال لها، أن “المغاربة يعرفون أكثر بالشاي في عدد من بلدان العالم، وله شهرة عالمية، جعلت منه مشروب سحري له تاريخ عريق وأصل متجدر”، مبرزة أنه “دخل المغرب عبر إنجلترا، وكان منتجا خاصا بالسلاطين، ولفت إلى أن السلاطين كانوا يقومون بإهداء الشاي والسكر إلى بعض الأعيان والوجهاء والزوايا، قبل أن يتحول الشاي إلى “معدة الفقير” كما ورد في أكثر من مرجع ومؤلف يهتم بتاريخ ومسار الشاي”.

وتابع المصدر ذاته، أن “الشاي دخل في بداية القرن الـ18 إلى المغرب وذلك في عهد السلطان المولى إسماعيل، وكان في البدء يستعمل بمثابة دواء لآلام وأوجاع الرأس، كما كان منتجا خاصا بالنخبة الحاكمة متمثلة في السلاطين وحاشيتهم، وانتقل الشاي من بلاط السلاطين والأعيان إلى الحواضر والبوادي المجاورة انطلاقا من أواسط القرن الـ19، قبل أن يصبح هو المشروب المهيمن في القرى والبوادي في نهاية هذا القرن، ليعم بعد ذلك كل المجتمع المغربي في الربع الأول من القرن الـ20”.

وذكرت الصحيفة، مجموعة من الطقوس الفريدة للشاي الصحراوي مؤكدة أن له في المغرب “طقوس خاصة وفريدة، فهناك طقس رمي الكؤوس، وعادة رغوة الشاي، ودور القائم على إعداد الشاي، أو من يسمى التياي، والدمعة والأباريق الثلاثة”.

وأشار مقال “اندبندنت”، إن “الصحراويون يعتقدون أن الشاي الذي يعدونه وفق طقوس خاصة يسهم في شفاء بعض الأمراض، بخاصة أمراض المعدة والجهاز الهضمي بالنظر إلى قوة مذاق الشاي الصحراوي، وأيضا في تبديد أوجاع الرأس، وهو ما يطلق عليه الصحراويون عبارة “يكلع أدواخ”، أو “يتكاد المجاج”، أي يعتدل به المزاج”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *