المغرب يتجاوز سقف طموحاته في صناعة السيارات

يعد قطاع صناعة السيارات من أهم القطاعات الصناعية في العالم، ويشهد المغرب في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في هذا المجال، حيث يعمل المغرب على تطوير صناعته لتصبح واحدة من أهم صناعاته الوطنية، آخرها تقديم أول سيارة مغربية الصنع لشركة “نيو موتورز”، الإثنين المنصرم.

وتتميز صناعة السيارات في المغرب بالعديد من الميزات التنافسية، منها الموقع الجغرافي المميز الذي يجعل المغرب بوابة للوصول إلى السوق الأفريقية، كما تتميز بالتوافر الجيد لليد العاملة المدربة والتي تتحدث اللغات الأجنبية، ما يجعل المغرب مقصدا للشركات العالمية في هذا المجال.

شركات عالمية مستثمرة بالمملكة

تعمل الشركات العالمية في المغرب على تصنيع السيارات المختلفة، وتوفير الخدمات اللوجستية المتكاملة، كما تسعى لتطوير صناعة السيارات المحلية وزيادة نسبة التصدير، وذلك من خلال إنشاء مصانع جديدة وتطوير التكنولوجيا والبحث والتطوير.

ومن أبرز الشركات العالمية التي تعمل في المغرب في مجال صناعة السيارات، شركة “رونو” الفرنسية، والتي تعمل على تصنيع العديد من السيارات المختلفة في المغرب، بما في ذلك “داسيا” و”رونو” و”نيسان”، كما تعمل شركة “بيجو سيتروين” الفرنسية على تصنيع سياراتها في المغرب.

وتعتبر شركة “رونو” الفرنسية شركة رائدة في صناعة السيارات في المغرب، حيث تعمل على تصنيع أكثر من 400 ألف سيارة سنوياً في مصانعها بالمغرب، وتمثل هذه السيارات حوالي 80 بالمائة من إجمالي صادرات السيارات المصنعة في المغرب.

وتعمل الحكومة على دعم صناعة السيارات في البلاد، من خلال تقديم العديد من الحوافز والتسهيلات الضريبية للشركات العالمية، كما تعمل على تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات اللوجستية في المناطق الصناعية، بهدف جعل المغرب وجهة مفضلة للاستثمار في صناعة السيارات.

نمو ملحوظ

بفضل هذه الجهود المبذولة، تشهد صناعة السيارات في المغرب تطورا ملحوظا، حيث أصبحت المملكة وجهة مهمة للاستثمار في هذا المجال، وتعتبر صناعة السيارات واحدة من أهم قطاعات الاقتصاد المغربي في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن تستمر في النمو والتطور في المستقبل، وفق تقارير رسمية.

وتشير الإحصائيات، إلى أن صناعة السيارات في المغرب تشهد نموا متسارعا في السنوات الأخيرة، حيث نمت قيمة صادرات السيارات المصنعة في المغرب بنسبة تزيد عن 20 بالمئة خلال العام 2020، حيث وصلت إلى 88.64 مليار درهم (حوالي 9.5 مليار دولار أمريكي)، مقارنة بـ73.6 مليار درهم (حوالي 7.9 مليار دولار أمريكي) في العام 2019، وذلك وفقا لمؤسسة “صناعة السيارات بالمغرب”.

من جانب آخر، توفر صناعة السيارات في المغرب فرص عمل كبيرة للشباب، حيث يعمل حوالي 90 ألف شخص في هذا القطاع، ويتوقع أن يصل إلى 160 ألف شخص بحلول عام 2025، ويعتبر ذلك مؤشرا على أهمية هذا القطاع في توفير فرص العمل والنمو الاقتصادي في المغرب.

وتستهدف الحكومة تحقيق أهداف طموحة في صناعة السيارات، حيث تهدف إلى تصدير مليون سيارة سنويا بحلول عام 2025، وزيادة إنتاج السيارات المحلية لتصل إلى 300 ألف سيارة سنويا في نفس العام، وذلك عن طريق جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتطوير السوق المحلية.

أول سيارة مغربية الصنع وأول سيارة تعمل بالهيدروجين الأخضر

ترأس الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بالرباط، حفل تقديم نموذج سيارة أول مصنع مغربي، والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها مغربي، وهما مشروعان مبتكران من شأنهما تعزيز علامة “صنع في المغرب”، وتدعيم مكانة المملكة كمنصة تنافسية لإنتاج السيارات.

وفي هذا الخصوص قال رشيد ساري الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن هذا “تتويج لسنوات من العمل الدؤوب، تجاوزنا به تصور المخطط الصناعي برسم 2014-2019 بشكل كبير، وقطعت صناعة السيارات أشواطا كبيرة جدا، حيت انتقلنا من نسبة إدماج 20 بالمائة لنسبة 69 بالمائة على أمل أن نصل 80 بالمائة سنة 2030”.

وأضاف المتحدث: “اليوم نصنع 700 ألف سيارة مع إمكانية أن يصل العدد إلى مليون في أفق 2030، وحاليا ننتج أكثر من 50 ألف سيارة كهربائية بهدف الوصول إلى 100 ألف سيارة كذلك في أفق سنة 2030، وما شاهدناه من تتويج لتقديم لأول سيارة مغربية الصنع، يعني انتقالنا للإنتاج أي مصطلح “صنع في المغرب” وهو شي إيجابي جدا”.

وتابع الخبير: “علامة مغربية مائة بالمائة، أي لا نتحدث عن توطين علامات أجنبية، الشيء الذي سيكسب المغرب شعبية واسعة وثقة على المستوى الاقتصادي العالمي، خصوصا السيارات المغربية المصنوعة بالهيدروجين الأخضر، مما يظهر التزام المغرب بالحفاظ على البيئة بطاقات نظيفة كذلك”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *