المسلسلات المدبلجة تواصل هيمنتها على البرامج الأكثر مشاهدة على القنوات المغربية

بلادنا24 – صفاء بورزيق ا

شهد المجتمع المغربي، في الآونة الأخيرة ،قفزة نوعية، على مستوى بث كم هائل من المسلسلات التركية التي يتم دبلجتها إلى اللهجة المغربية، بالقنوات العمومية، خاصة القناة الثانية التي أصبحت صلة الربط بين هذه المسلسلات والجمهور المغربي، نظرا لاحتكارها لعدد كبير من المسلسلات الأكثر مشاهدة.

وحسب إحصائيات مؤسسة “ماروك متري”، فإن المسلسلات المدبلجة تصدرت البرامج الأكثر مشاهدة على القنوات، حيث حصدت على أزيد من 6 ملايين و22 ألف مشاهدة.

“هاد المسلسلات ولينا كنتلاهاو بيهم..حيت مبقا مايدار في التلفزة” بهذه العبارات عبرت فاطمة، وهي امرة تبلغ من العمر 66 سنة، عن إعجابها بالأعمال المدبلجة التي يتم بثها، معتبرة أنها تخلق المتعة خاصة في وقت الفراغ، بينما اعتبرت شيماء في الثلاثينيات  من عمرها أن التلفزيون المغربي لا يحتاج اليوم  لمثل هذه الأعمال” المدبلجة”، خصوصا وأننا نفتقر للبرامج التوعوية، قائلة: “المستهدف الأكبر هو الجمهور المغربي، لتفشي الأمية والبطالة، وتشويه الهوية العربية تدريجيا في خضم الغفلة المتفاقمة”.

وأصبح  الشباب بدورهم يلجأون إلى الاشتغال في هذه الأعمال، باعتبارهم الحلقة الأساس في عملية “الدبلجة”، بتجسيدهم للأعمال صوتيا، لا يتعرف عليهم الجمهور المغربي إلا عن طريق صوتهم الذي يكون صلة ربط بين الشخصية والجمهور، وسط غياب تام لتقنين القطاع، وتقبد صاحب الصوت مع الشركة، المبرم معها العقد، خاصة وأن هناك منافسة حقيقية بين الشركات التي تسيطر على سوق العمل.

وفي هذا الصدد صرح ممثل مغربي، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح خص به “بلادنا24″، أن قطاع “الدبلجة”، ينبغي أن يتم تقنينه، خصوصا أنه يفتقر للمعاهد التي تكون المدبلجين،  من أجل خوض مباريات الولوج إلى الشركات المختصة بالمجال.

وأشارالمتحدث ذاته إلى أن أسباب اشتغال الشباب في الدبلجة راجع بالإساس إلى قلة فرص الشغل بالرغم من تكوينهم في مجالات أخرى، مشيرا إلى أن هناك شركات الاستثمار تشتغل بنظام احترافي، “الفريلانس”،  وأخرى غرضها فقط الربح المادي دون مراعاة لقيمة الأشخاص المدبلجين، من ناحية تأخر في تسديد الأجر أو عدم إعطاء المقابل المادي، قائلا: “كايتفلاو علينا”، على حد تعبيره.

وبدوره قال المعلق الصوتي والمدبلج، زكرياء أشكور، إنه ولج عالم الدبلجة بعد عدة محاولات كثيرة مع الشركة المشرفة على المجال في المغرب من أجل خضوعه لـ “الكاستينغ”، وتم  قبوله بعد فقدانه الأمل، لتبدأ مسيرته في عالم الدبلجة في أواخر سنة 2009.

وأشار زكريا أشكور، أن الأرباح متفاوتة بين 300درهم و10000، وتصل أحيانا إلى أن 20000درهم، وذلك حسب الشخصيات التي تتم دبلجتها، وكذلك عدد الكلمات التي تدبلج، وهو الأمر الذي ستطلب إتقان الأداء والتحكم الصوتي بالرغم من وجود خامة صوتية، مبرزا إلى أن المجال يدرس بطريقة غير مباشر لكن ليس بالشكل الكافي، فالتعليق والإلقاء يدرس في معاهد الصحافة والمسرح، والدبلجة تحتاج دراية بأدوات التمثيل ومخارج حروف سليمة لإيصال الانفعالات بالصوت فقط.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *