المركز السينمائي يتدارك واقعة الإساءة لقبيلة صحراوية

تدارك المركز السينمائي المغربي الخطأ الكارثي الذي رافق فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، المنظم بكبرى حواضر الصحراء مدينة العيون، خلال الفترة ما بين 19 و25 دجنبر 2022.

وقدم المركز السينمائي المغربي في بلاغ له توصلت “بلادنا24”  بنسخة منه، جملة من التوضيحات، وبسط رؤيته بلغة “استنكارية” للخطأ الفادح الذي شهدته فعاليات المهرجان، بعد التطاول على قبيلة “الرگيبات” الصحراوية المغربية، مشيرا إلى أن المهرجان عرض “24 فيلما وثائقيا بالمسابقة الرسمية و11 فيلما وثائقيا بفقرة بانوراما، تلتها مناقشة الأعمال السينمائية من لدن النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي”، مضيفا أن “جودة صناعة الأفلام  تبقى محدودة بالرغم من الإمكانيات المادية الممنوحة لها في إطار الدعم العمومي”، يقول البلاغ.

وأكد المركز السينمائي المغربي واقعة التجاوز في أحد الافلام الوثائقية المعروضة في حق قبيلة “الرگيبات”، واصفا إياه بكونه جهلا، موردا “تجاوز فيلم وثائقي مجال الإبداع إلى جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية”، معتبرا الواقعة “تجاوزا غير مسموح به في مجال الصناعة السينمائية، لاسيما وأن الأصل في الأعمال الوثائقية هو سرد الحقائق الموثقة وليس التخييل المباح بالأعمال السينمائية الأخرى، والالتزام بالحقائق التاريخية كما هي واردة بالوثائق الثابتة”، على حد تعبير البلاغ.

وأفاد المركز السينمائي المغربي في بلاغه أن “هذا العمل استفاد من الدعم العمومي سنة 2019، وتم عرض نسخته النهائية في شتنبر 2021، على لجنة الدعم المستقلة والتي تضم من بين أعضاءها ممثلا للثقافة الصحراوية الحسانية، والتي وافقت على مضمونه دون أن تثير أي ملاحظة بشأن الوقائع التاريخية الواردة به”، معبرا عن “شجبه الواضح ورفضه القاطع واستنكاره العلني لهذا العمل بالخصوص وأي عمل لا يحترم الثوابت والوقائع التاريخية اللازمة في الأعمال الوثائقية، مهما كانت التبريرات المقدمة من طرف صناعه”، حسب البلاغ.

وخلُص المركز السينمائي المغربي للإفادة أنه “ارتأى كذلك المركز السينمائي المغربي عدم تنظيم حفل توزيع الجوائز بعد اختتام فعالياته كاملة، والاكتفاء بالإعلان عن نتائج مداولات لجنة التحكيم في وقت لاحق”، مردفا أن “منظومة الدعم العمومي للشريط الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني المحدثة سنة 2015 ، لم تعد تستجيب للأهداف المتوخاة منها وبالتالي سينكب المركز السينمائي المغربي، في أقرب الآجال، على إعداد تصور شامل لإصلاح هذا الصنف من الدعم وآليات وضوابط اشتغال لجنة الدعم، وكذا التظاهرات المخصصة لعرض الإنتاجات المنبثقة عنه بما فيها مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني”، يختتم المركز في بلاغه.

جدير بالذكر أن والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، قد تفاعل بشكل سريع مع واقعة الفيلم المسيء لقبيلة “الرگيبات” الصحراوية المغربية، من خلال إزالة كل مظاهر الإعلان والإشهار المرتبطة بالمهرجان وإلغائه بصفة نهائية، وهو ما لاقى استحسانا كبيرا من طرف شيوخ وأعيان ومنتسبي قبيلة “الرگيبات” والقبائل الصحراوية الرافضة لتحريف التاريخ وتحويره، مشيدين بالتدخل الفوري لحفظ كرامة القبيلة، وحماية مرامي المهرجان المرتبطة بإبراز الهوية الحسانية والمجال الصحراوي كرافد من روافد الثقافة والإرث المغربي الغني والمتنوع.

بلادنا24الوالي الزاز 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *