الكباص في إصداره الجديد “الشاشة والورق”: الصحفي ليس ناقلا للخبر فقط 

في إصدار جديد يحمل اسم “الشاشة والورق”، عاد الباحث والإعلامي المغربي، عبد الصمد الكباص، ليعزز الدرس الميديولوجي بالمغرب، من خلال كتابه، الذي صدر في الأيام القليلة الماضية، عن دار إفريقيا الشرق، بالدار البيضاء.

زمن الإنتقال الرقمي

دراسة تغوص في دوامة الشاشة والورق، عَنونها الكباص بـ”ميديولوجيا الصورة والنص في الصحافة المغربية زمن الانتقال الرقمي”، والتي طرح فيها إشكاليات التغير في طبيعة الحامل من الورق، إلى الناظم الشبكي للرؤية الميديولوجية، مشخصا مصير الخطاب الصحافي في ظل الطفرات التكنولوجية.

وحسب البلاغ الذي توصلت “بلادنا24” بنسخة منه، فقد انطلق الباحث من فرضية جورج زيمل التي تذهب إلى أن “إنتاج العام” يحتاج إلى ثرثرة منظمة، مسندة مهمة تنظيم هذه الثرثرة للصحافة التي من خلال أدائها النسقي في تصنيع الواقع عبر الصورة والنص، تحول الأحداث التي كان من نصيبها أن تكون عابرة وخاصة، إلى وقائع قابلة للإستهلاك العمومي.

الصحفي ليس ناقلا للخبر فقط 

وفي ذات السياق، أبرز الباحث أن “المهمة المنسوبة للصحافة والمتمثلة في نقل الأخبار، لا تدل إلا على جزء سطحي من مهمتها الجوهرية، فهي لا تكتفي بصنع الأخبار، وإنما تخلق “الشيء الاجتماعي، وتستديم وجوده”.

وأكد الكباص في تحليله، أن “الواقع يشرع في العمل باعتباره وظيفة، انطلاقا من ممارسات الصورة والنص، التي توفرها الصحافة والإعلام، والتي تجعل “الكلام العمومي”، ينطوي على ارتباط حميم بالنظرة المعممة التي تفرضها ممارسات الصورة، والتي لا يكون الواقع مدركا على أنه كذلك”، حسب تعبيره.

بين الصورة والنص

إن الممارسات المتعلقة بالنص والصورة يصبح الواقع من خلالها قابلا للاستهلاك، يروي الكباص، والذي يعتبر أيضا أنه بواسطة التثبيت النسبي الذي تفرضه هذه الممارسات، التي تنقل الوقائع من أحداث زائلة، إلى وقائع مشتركة بعد انتزاعها من مجرى الزمن وتخزينها في اللغة والصورة، إذ لا تتعلق بالقدرات الخاصة لكل من الصورة والنص في حد ذاتهما، ولكن تترتب بشكل وثيق عما يتيحه الحامل المادي.

إشكاليات الشاشة والورق

وقد أجاب الباحث في نفس السياق، على مجموعة من الأسئلة من بينها: كيف تدبر هذه العلاقة بين كيانين مختلفين هما الصورة والنص؟ أحدهما معد للقراءة والثاني للنظر، الأول يستكشف من خلال توسطات اللغة وتعاقدات الكتابة ودوائر التمثيل المترتبة عنها، والثاني يفيض من خلال مباشرة حسية، ويحقق أفقه الدلالي عبر كيانات الألوان، والأشكال، وتدرج الضوء، وزوايا ضبط الإطار، وغيرها.

وأضاف، في تساؤلاته، كيف تتحقق هذه العلاقة من خلال الحامل الورقي في الصحافة؟ و ما الحدود التي تمليها الصفحة الورقية من حيث كونها مكانا نصيا، على هذه العلاقة؟ وأية طاقة تأويلية متبادلة تحررها بينهما، أي الصورة والنص؟ ما الذي يتغير في هذه الأبنية عندما تنتقل إلى الشاشة الإلكترونية، وتدرج في بنية الاستعجال التي تحكم منطق الشبكة؟ وما الآثار المترتبة عن إمكانيات الربط السريع بين النص و الصورة والصوت التي توفرها الشبكة، على هذه الأبنية؟

هي أسئلة من بين أخرى، استنتجها الباحث في إصداره الأخير، حيث كشف أهم خباياها وجسد أهم الإشكاليات في صورة تحليلية وواقعية، كلها أفكار تراود الفرد في الألفية الثالثة، في زمن الحداثة والرقمنة، وباستحضار لميديولوجيا الصورة والنص خاصة في الصحافة المغربية.

بلادنا24ـ حنان الزيتوني 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *