طه بنعلي أنهى عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية مفاوضاته مع النقابات الأكثر تمثيلية والباطرونا، وهي المفاوضات التي انتهت بتوقيع “اتفاق” بين مختلف الأطراف أمس السبت بمقر رئاسة الحكومة.
الاتفاق الحالي
وقد تم التوقيع على وثيقتين حيث تتعلق الأولى بالاتفاق الاجتماعي، أما الثانية فتهم مأسسة الحوار الاجتماعي، ومن بين أبرز مضامين الاتفاق الرفع من الحد الأدنى للأجور بنسبة 10 في المائة على دفعتين، بالإضافة إلى توحيد الحد الأدنى للأجر في المجال الصناعي والفلاحي وتخفيض الضريبة على الأجور والرفع من التعويضات العائلية بالنسبة لباقي الأطفال.
وتنوع العرض الحكومي منذ سنوات، بحسب القطاعات والمجالات، وكذا مطالب النقابات الأكثر تمثيلية وهو الأمر الذي يدفع للمقارنة بين عروض حكومتي كل من عبد الإله ابن كيران المقترح سنة 2016 وسعد الدين العثماني المقترح سنة 2019 ليصل للعرض الحالي لحكومة عزيز أخنوش، من أجل تقييم دقيق للعرض الحكومي.
الزيادة في التعويضات والأجور
فمثلا فيما يخص التعويضات العائلية فقد اقترح ابن كيران رفع التعويضات من 200 إلى 300 درهم للأطفال الثلاثة الأوائل، و136 درهم ابتداء من الطفل الرابع، أما العثماني فقد اقترح زيادة 100 درهم عن الأطفال الثلاثة الأوائل، فيما اقترح أخنوش 100 درهم ابتداء من الطفل الرابع.
أما فيما يخص منحة الولادة، فقد سبق لابن كيران أن اقترح رفع قيمتها من 150 درهم إلى 1000 درهم فيما لم يأتي كل من العثماني وأخنوش بأي مقترح في هذا الشأن.
أما الحد الأدنى للأجور، فقد سبق لابن كيران قد اقترح رفعه إلى 3000 درهم في القطاع العام وزيادة 10% بالقطاع الخاص، فيما اقترح العثماني زيادة 10% فقط للقطاع الخاص، أما أخنوش فقد اقترح زيادة 10% في القطاع الخاص بالإضافة إلى رفعه إلى 3500 درهم بالقطاع العام.
وسبق لابن كيران أن اقترح على المركزيات النقابية رفع الحد الأدنى للمعاشات إلى مبلغ يصل إلى 1500 درهم، أما العثماني فقد اقترح زيادة عامة في الأجور تتراوح بين 400 و500 درهم، أما حكومة أخنوش الحالية فلم تتقد بأي مقترح في هاذين الأمرين.
مستجدات الحكومة الحالية
عطلة الأبوة هي مقترح جديد لحكومة أخنوش ولم يسبق أن اقترحته الحكومتين السابقتين في عرضهما للنقابات، والتي جعل منها أخنوش تصل لمدة 15 يوما، شأنها شأن معاش الشيخوخة الذي لم يسبق اقتراحه هو الاخر.
فيما اقترحت الحكومة الحالية تخفيض شرط الاستفادة من المعاش من 3240 يوم عمل إلى 1320 فقط، بالإضافة إلى ذلك التزم بتخفيض الضريبة على الدخل لكن دون تحديد نسبة التخفيض.
مقترحات اختفت مع ابن كيران
تعميم التغطية الصحية للوالدين التي غابت عن مقترحات الحكومة الحالية لعزيز أخنوش، سبق أن اقترحها سعد الدين العثماني كما تقدم سلفه عبد الإله ابن كيران بنفس المقترح.
ابن كيران اقترح كذلك على المركزيات النقابية إصدار قوانين متعلقة بالحوادث والأمراض المهنية، كما اقترح إقرار تعويض عن العمل في المناطق النائية، فيما لم يقدم كل من العثماني وأخنوش أي مقترح في هذا الصدد.
هذه المقارنة تدل على أن العرض الحكومي الحالي “لا بأس به” ولم يأتي بنقاط جديدة ترقى إلى انتظارات الشغيلة وعموم المواطنين، خصوصا بالنظر إلى الظرفية الصعبة التي تمر منها البلاد بسبب الارتفاع المهول للأسعار والغلاء المعيشي.
