الغاز الجزائري : بين الجزائر والمغرب وإسبانيا

كان المغرب يحصل على 10 في المائة من احتياجاته من الكهرباء عن طريق الغاز الجزائري، و تعتبر الجزائر ضمن قائمة أكبر مصدري الغاز حيث تحتل المركز السابع عالميا.

ويقدر حجم صادرات الجزائر من الغاز سنويا، منذ العام 1996، إلى إسبانيا و البرتغال، والذي كان يمر عبر الأنبوب المغاربي، 10 مليارات متر مكعب، أما حجم ما كان يحصل عليه المغرب سنويا من الغاز مقابل عبور الخط الجزائري، يساوي 1 مليار متر مكعب، فيما كان يبلغ معدل ما كان يمثله الغاز الجزائري من إجمالي احتياجات المغرب 97 في المائة، وتحصل المملكة على نصفها في شكل حقوق طريق مدفوعة عينيا، والنصف الآخر تشتريه بثمن تفاضلي، وفق خبراء.

وبعد قرار الجزائر قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب، أعرب المغرب عن “أسفه” لقرار الجزائر قطع العلاقات بين البلدين، في خطوة وصفتها الرباط بأنها “غير مبررة”.

ومنذ ذلك الحين، أصبح المغرب يواجه نقصا في إمدادات الغاز بعدما أوقفت الجزائر ضخه إلى أوروبا عبر أنبوب يمر بأراضيه، واتجهت المملكة للسعي نحو تعويض إمدادات الغاز الجزائري، من خلال تسريع الاستثمارات للتنقيب بعدة مناطق من البلاد.

وبدأت الرباط تعمل في الوقت الراهن على شراء الغاز الطبيعي المسال في السوق الدولية خارج الإتحاد الأوروبي، ونقله إلى إسبانيا للتحويل في محطاتها قبل نقله عبر الأنبوب المغاربي، نقلا عن صحيفة ” إسبانيول”، وقالت الصحيفة إن الأنبوب المار بالمغرب سينقل الغاز بشكل معكوس من إسبانيا إلى المغرب، وفق اتفاق بين الرباط ومدريد.

وجاء في تقرير لوزارة المالية لسنة 2022، أنه “يجري العمل على إنشاء شركة ستعمل على تدبير وتطوير البنية التحتية الوطنية للغاز”، وستقوم الشركة الجديدة بتدبير خط أنابيب الغاز (المغرب العربي ـ أوروبا)، ومواكبة مشروع خط أنابيب الغاز (نيجيريا ـ المغرب).

وقالت المديرة العامة للمكتب المغربي للهيدروكربون والمعادن، أمينة بنخضرة، في مداخلة لها أمام لجنة برلمانية بمجلس النواب، في 13 أبريل، “إن إجمالي الاستثمارات في التنقيب عن الغاز والبترول في البلاد بلغت 28 مليار و845 مليون درهما (2.94 مليار دولار)، منذ عام 2000 حتى نهاية 2021.” وشملت عمليات التنقيب عن البترول والغاز في المغرب خلال 2021، مساحة إجمالية تناهز 283 ألف كيلومتر مربع، وتم منح 9 رخص استغلال و53 رخصة تنقيب، منها 26 بالمجال البحري و3 رخص استكشافية، وفقا لوزيرة الطاقة المغربية.

وبدأ المغرب في 5 يناير استدراج عروض لإنجاز الدراسات المتعلقة بمشروع محطة لاستقبال بواخر الغاز الطبيعي المسال، بميناء المحمدية شمالي البلاد. وأعلن في 16 مارس، توقيع عقد مع شركة “ساوند إنيرجي” البريطانية، لتوريد الغاز من حقل تندارة المحلي إلى أنبوب “المغرب العربي- أوروبا”. وتقدر الشركة البريطانية احتياطيات الحقل بنحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز. وتلتزم الشركة البريطانية بموجب هذا العقد بتوفير 350 مليون متر مكعب من الغاز للمكتب الوطني للماء والكهرباء على مدى عشرة أعوام.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *