فصل الصيف.. ممارسات تخدش رونق الشواطئ وتعري “ثقافة الأنانية” لدى البعض

يلجأ العديد من المغاربة في فصل الصيف للشواطئ، كمتنفس وملجأ للهاربين من روتين الحياة وضجيج المدن، إلا أن معظم هذه الشواطئ تشهد صورا تتجدد كل سنة مع كل صيف، حيث التلوث البيئي، المتمثل في رمي الأزبال، وترك مخلفات الأكل في كل مكان.

هذه الصور، ساهمت اليوم في تصنيف حوالي 26 شاطئا من ضمن الشواطئ غير الصالحة للسباحة، وفق تقرير لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.

هي إشكالية تتصدى لها مجموعة من الهيئات والجمعيات المهتمة بالبيئة، من خلال تكثيفها للجهود المبذولة للحد من انتشار ظاهرة التلوث في الشواطئ التي تمتاز بها المملكة، نظرا لتوفرها على واجهتين بحريتين، الأمر الذي يجعلها تتمتع بشواطئ خلابة، تجذب عشاق الاستجمام والراحة، كما عشاق السباحة وركوب الأمواج.

ظواهر تتجدد كل صيف

“27 شاطئا غير صالح للاستحمام، ومعدل مطابقة هذه المياه لمعايير الجودة الميكروبيولوجية قد بلغ 88,05 في المائة، هو معدل ليس عادي”، يروي رشيد تاتي، رئيس تعاونية “شباب سيدي بوغابة” بالمهدية، مشيرا أن “شاطئ المهدية على سبيل المثال، يعتبر من أجمل الشواطئ، لأنه محطة بحرية هادئة، وملتقى دولي لممارسة رياضة ركوب الأمواج. ورغم ذلك، لم يسلم كباقي شواطئ المملكة من مشكل التلوث، وما يزال هذا المشكل يؤرق السلطة والفاعليين في مجال البيئة عند كل موسم اصطياف”.

وأضاف تاتي، في حديثه لـ”بلادنا24“، أن “الشاطئ يعد وجهة مفضلة لمعظم الناس من أجل قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والأقارب، ومن الواجب المحافظة على نظافته. ومن هنا، كان لابد على عدد من المتدخلين في القطاع البيئي والسياحي، وفعاليات المجتمع المدني، بالإضافة إلى المنابر الإعلامية بمختلف أنواعها، وإلى البلديات، من تنظيم أيام تحسيسة طيلة موسم الصيف، وكذلك ابتكار أساليب جديدة في التوعية والتحسيس والحرص على تفعيلها”.

حلول من شأنها التغيير

وفي علاقة المصطافين بمظاهر التلوث، شدد المتحدث، أن “نتائج الاستجابة مع تفيعل شروط النظافة في الشواطئ المتعلقة بالمصطافين، كانت ضعيفة جدا، بسبب السلوكات السلبية المتفشية، وعدم التزامهم بالقواعد الأخلاقية والتربوية للمحافظة على البيئة”.

وأشار الفاعل المدني، أنه “بالنسبة للمجلس الوصي، فإن الجمعيات المهتمة تطالب بتوفير عدد من اللوحات التوعوية الإعلانية، وتوفير حاويات على جنبات الشواطئ. أما بالنسبة للجمعيات البيئية، بحد ذاتها، مطالبة بالتفكير في مبادرات تحفيزية للمتطوعين، كجمع مخلفات المصطافين، وتنظيم خرجات عبر الشاطئ، والمرور أمام المصطافين ومنحهم أكياسا لتنظيف محيط تواجدهم، وحثهم على عدم رمي مخلفات مايجلبونه معهم من أكل وشرب، وخلق أنشطة ترفيهية تتمحور حول خلق ألعاب للأطفال الصغار والكبار “.

واقع جودة الشواطئ المغربية

جدير بالذكر، أن تقرير وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المذكور، والذي جاء تحت عنوان: “رصد جودة مياه الاستحمام ورمال شواطئ المملكة”، كشف أنه تم تصنيف 361 محطة رصد ذات جودة ميكروبيولوجية مطابقة للمعيار، ذلك من أصل 495 محطة مبرمجة لرصد جودة مياه الاستحمام، حيث تتوفر 410 محطة منها على العدد الكافي من العينات قصد القيام بعملية التصنيف.

في حين تم رصد 49 محطة غير مطابقة لمعايير الجودة خلال هذا الموسم، وذلك نتيجة التلوث الناتج أساسا عن مقذوفات المياه العادة، وارتفاع كثافة المصطافين، وضعف التجهيزات الصحية، إضافة إلى تدفق المياه الملوثة إلى الشواطئ عن طريق مجاري المياه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *